2016/06/14

خاص موقعنا علي حجازي :" "أميركا بين ثقافة محمد علي وثقافة عمر متين


علي حجازي 
كم من عمر متين سيحتاج دونالد للوصول إلى البيت الأبيض ؟

هل تكون حادثة عمر متين شبيهة بحادثة الحرب العالمية الأولى التي أطلق شرارتها طالب صربي في التاسعة عشر ؟

"أميركا بين ثقافة محمد علي وتهور عمر متين "

جولة ملاكمة في الإنتخابات الأميركية
في العاشر من حزيران يرحل رياضي القرن العشرين وبطل الملاكمة الأسطوري محمّد علي كلاي منهياَ اّخر جولاته إلى مثواه الأخير في مدينة لويفيل بولاية كنتاكي غرب الولايات المتحدة الأميركية.            اّلاف الحشود من محبّي محمّد علي ودّعوة بموكب جنائزي مهيب شاركت فيه شخصيات من كلّ القارات يتقدّمهم الرئيس بيل كلينتون اضافة إلى بطل الملاكمة مايك تايسون وغيرهم. ومن الملفت أيضاً كان حضور الكهنة والراهبات والشيوخ وأئمة المساجد. رحل محمّد علي أيقونة السلام متّخذا نعشه طريقاً معبّداً بالورود الحمراء، مدافعاً في حياته ووفاته عن الحرّية الفردية والجماعية في إعتناقه للإسلام ونبذه كلّ أشكال التطرّف والعنصرية والعرقية والطائفية. 
إنتهت أميركا من مراسم تشييع محمّد لتستفيق على جولة جديدة من العنف في أسوأ حادث إطلاق نار في تاريخ الولايات المتّحدة الحديث. المكان: مدينة اورلاندو بولاية فلوريدا،الزمان:في الثاني عشر من حزيران، يفتح النار مسلّح في التاسع والعشرين من العمر يدعى عمر متين،  ويقتل تسعة وأربعين شاباَ وشابة قبل أن يقتل بتبادل إطلاق نار مع الشّرطة. عمر هو مسلم أميركي من أصول أفغانية، من مواليد ولاية نيويورك وقد قام بمبايعة تنظيم داعش في إتّصال مع الشّرطة قبيل الإعتداء.
 يأتي توقيت  الهجوم الإرهابي في أشّد وأصعب الظروف التي تمرّ بها الولايات المتّحدة قبيل الإنتخابات الرئاسية في الخريف القادم. أميركا واوروبا تشهدان أعنف جولات من العنف والتطرّف المحلي بالإضافة إلى الأزمة الإقتصادية والتّحديات الأخرى في ملفّات الشرق الأوسط وغيرها. 
التنافس في الإنتخابات الأميركية على أشدّه وسيرسم سياسة أميركا في العالم للسنوات القادمة بالإضافة إلى طريقة إدارتها ومقاربتها للملفّات السّاخنة على كلّ المستويات السياسية،الإقتصادية والعسكرية. المرشّحة الرئاسية هيلاري كلينتون مدعومة من الرئيس باراك اوباما عن الحزب الديمقراطي في سباق محموم مع دونالد ترامب المرشح عن الحزب الجمهوري، ويأتي عمر متين ليبشّر دونالد ترامب بالبيت الأبيض.
 دونالد ترامب وجد في هذه الحادثة الأليمة سببا إضافيا ليستمر في حملته على المسلمين وتبريرا لخطابه العنصري والمرفوض من معظم الأميركيين بالإضافة إلى حربه الضروس على سياسة وشخصية الرئيس اوباما. وقد قام ترامب مباشرة بتهنئة نفسه بعد الحادثة وكرّر وعده بمنع المسلمين الدخول إلى الولايات المتّحدة وخاصة القادمين من بلدان عرفت بمعاداتها لأميركا. فهل تكون حادثة عمر متين شبيهة بحادثة الحرب العالمية الأولى التي أطلق شرارتها طالب صربي في التاسعة عشر من العمر كما وصفها الكاتب روجير كوهين في صحيفة النيويورك تايمز.

في المقلب الاّخر تصدّر قانون حمل السّلاح في أميركا ردّة فعل وإنتقاد الرئيس اوباما في تعليقه على الحادثة. وهو كلام فيه من المنطق بحيث يسمح تواجد السلاح بسهولة بيد الناس في اندلاع الهجمات الإرهابية من كلّ صوب ومن كلّ الجماعات، بحيث لم تكفي لائحة الحظر على الطائرات وأصبح من الواجب حظر السلاح بشكل عام خاصة وأنّ الإرهابيين هم مواطنين اميركيين مولودين في الولايات المتّحدة ودرسوا في مدارسها وتخرجوا من جامعاتها قديما وحديثا
ما بين مدرسة جورج بوش الابن واوباما وترامب، ...
لن يكون هجوم اورلاندو حادثاَعابراً ولا بدّ من تسليط الضوء أن الإسلام يعيش أزمة تاريخية في العالم الغربي، فقد بدأت جولة جديدة من الصراع ما بين ثقافة محمد علي كلاي وبين ثقافة الموت مجسّدة بحادثة عمر متين والمنبوذة إسلامياً وفي كلّ الأديان والشرائع البشرية. وأولى نتائج الصراع ستظهرها الإنتخابات الأميركية.
 فكم من عمر متين سيحتاج دونالد للوصول إلى البيت الأبيض في حال وصوله ستكون أميركا بدأت بالتراجع والانهيار بسبب عنصرية ترامب ويبقى الخيار للشعب الأميركي هو من يرسم سياسة بلاده في العالم للسنوات القادمة 

علي حجازي