2016/09/17

وفاء بهاني :مجزرة صبرا وشاتيلا تأبى النسيان

مجزرة صبرا وشاتيلا تأبى النسيان .  

بقلم:  وفاء بهاني       
                                                                        يحيي الشعب الفلسطيني ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا في منتصف شهر أيلول (سبتمبر) من كل عام, والتي راح ضحيتها 3500 شهيد وأكثر على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي وحلفائها في لبنان من " قوات حزب الكتائب وجيش لبنان الجنوبي" وارتكاب مذبحة مروعة ضحاياها الأطفال والنساء وكبار السن وعلى مدار 3 أيام 16، 17، 18أيلول (سبتمبر) عام 1982 .                                     مجزرة صبرا وشاتيلا لم تكن أولى المجازر التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني، ولم تكن الأخيرة، فقد سبقها مجازر فظيعة لتكون شاهدة على إجرام هذا الكيان  وقادته ضاربين بعرض الحائط كل الأعراف الإنسانية والمواثيق الدولية.                                                                                بدأت المجزرة بعد خروج مقاتلو الثورة الفلسطينية من بيروت في عملية انتقامية وتصفية  لسكان وأهالي المخيم العزل، وذلك بعد أن أحكم الجيش الإسرائيلي الطوق على المخيم وأغلق مداخله ومخارجه بعيدا عن وسائل الإعلام ووكالات الأنباء، وإلقاء القنابل المضيئة طيلة ليلتي المجزرة لمساعدة مقاتلي الكتائب اللبنانية تحت قيادة ايلي حبيقة، وجيش لبنان الجنوبي بقيادة سعد حداد.                                                                                      مع بزوغ فجر اليوم 16 من شهر أيلول (سبتمبر) حلقت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي على ارتفاعات منخفضة في سماء بيروت الغربية وإعلان الجيش الإسرائيلي السيطرة عليها وتواجد وزير الحرب آنذاك المجرم شارون وتمركزه في أحد الأبنية المطلة على مخيمي صبرا وشاتيلا وإشرافه المباشر على العملية والسماح لقوات حزب الكتائب مع غروب يوم ال16 من شهر أيلول (سبتمبر) وتسهيل دخول المئات من العناصر المسلحة عبر الأزقة الجنوبية الغربية لمخيمي صبرا وشاتيلا والتقدم والإنتشار في جميع شوارع المخيم والسيطرة عليه بالكامل وارتكاب أبشع الجرائم الإنسانية والتنكيل بجثث الضحايا من كبار السن والأطفال دون الثالثة والرابعة من العمر، وبقر بطون النساء الحوامل واستخدام السلاح الأبيض والسواطير والبلطات في ذلك.                                                   إنها أيام محفورة في التاريخ والذاكرة الفلسطينية، تستعصي على النسيان ولن تسقط بتقادم الزمن، وستظل حية مثل الجمر طي الرماد في وجدان الشعب الفلسطيني، وكل  نداءات الشجب والإدانة والإستنكار من هنا وهناك، لن تكفي وتغني عن مواصلة التحركات وإسقاط العقوبة المناسبة على الأطراف المسؤولة عن هذه الجريمة التي تهز الضمير الإنساني.