2017/04/06

انطونيوس رزق : ... عقدة جريدة الميدل ايست استراليا مع البعض

منــسّق التيار... و«عقدة» الهيرالد!
 
أنطونيوس بو رزق
ناشر ورئيس تحرير جريدة الميدل ايست هيارلد - استراليا
 
من البديهيات الاخلاقية والادبية والانسانية، عندما يدعو المرء شخصا الى بيته ان يقوم بواجب إكرامه.. اللهم الا اذا كان الداعي ليس من أهل الاكرام ولا يختزن في نفسه اي صفة من الصفات الاخلاقية والانسانية.
ايها المنسق..
«الهيرالد» لم تطلب منك دعوتها ولا «مسكتك بايدك اللي بتوجعك» لدعوتـِها..
وبما انك دعوتـَها فقد كان عليك تكريمها اسوة بزميلاتها، ولن اقول اكثر.
عندما دخلتُ الصالة سألت عن طاولتي فقالوا لي انها رقم 11، ذهبت لأجلس في المكان المخصص لي ففوجئتُ بعدم وجود كرسي.. لم آخذ الأمر على اي محمل واعتقدتُ ان احدا ربما احتاج الى كرسي ليجلس فأخذه، أو انهم «نسوا» ان يضعوا لي كرسيا، وقمت على الأثر بجلب كرسي من مكان آخر.
لم يدُرْ في خلدي ولا تبادر الى ذهني مطلقا ان هناك مؤامرة مدبرة ضدي..
غير انني تيقنت من وجود مؤامرة عندما ذكر المنسق كل الصحف الحاضرة الا صحيفة الهيرالد..
أمر آخر حصل يؤكد ذلك لن آتي على ذكره الآن..
فاذا كنتَ قد دعوتني لتحجيمي وتقزيمي وأنا العصيّ على التقزيم والتحجيم.. فاعلم انه لا انت ولا من وراءك بمقدورهم ذلك.
اسمع يا حضرة المنسق..
حسنا فعلت بعدم ذكرك الهيرالد، فتفوّهـُك باسمها لا يشرّفها.
حسنا فعلت، لان مجرد تلفظك بها فان منظّفات الدنيا وأقواها لا تستطيع تطهيرها.
هل تعتقد ايها المنسق ان النسر المحلق في السماء يتأثر بنقيق ضفادع المياه الآسنة؟
أم تعتقد ايها المنسق ان بمقدور غيمة عابرة حجب نور شمس النهار؟
اذا كنت تعتقد انك بعدم ذكرك الهيرالد تستطيع التعتيم عليها فأنت واهم وألف واهم..
هل تعتقد انه بالامكان حجب السموات بالقبوات؟
فالهيرالد كطائر الفينيق..
فاذا كانت الأسطورة تخبرنا ان هذا الطائر خرج من تحت الرماد الى الحياة من جديد، فهذه الاسطورة اصبحت حقيقة وواقعا ملموسا مع جريدة الهيرالد التي عادت الى الصدور بعد توقف دام حوالى أربع سنوات وخمسة أشهر.. نعم بعد موت استمر كل هذه الفترة عادت الهيرالد الى الحياة من جديد..
لقد تأكدتُ اليوم ان عودة الهيرالد الى الصدور أزعجت البعض وفي مقدمتهم المنسق فأصابه ما يشبه «المغص».
اذا كنت تعتقد ان بامكانك التأثير على الهيرالد، بأي شكل من الأشكال، فأنت مخطئ.. فهل سمعت ان صقرا سقط من علياء فضائه بحجر رشقه به طفل صغير؟
ان تحليق الهيرالد أبعد بملايين السنوات الضوئية عن مجالات الرمي لديك.
نعم، اذا كنت تعتقد ذلك، فستـُصاب بخيبة واحباط كبيرين..
فالصغار والضعفاء لا يستطيعون النيل من الكبار والاقوياء..
لقد قدمت لي يا حضرة المنسق خدمة تـُشكر عليها.. لذلك فلك مني كل الشكر على صنيعك..
هل تعرف لماذا؟
منذ اعادة اصدار الهيرالد في أوائل تشرين الاول عام 2009، وأنا أحاول اقناع الناس ان الهيرالد لم تعد جريدة التيار بل أصبحت جريدة أنطونيوس بو رزق فقط.. وطيلة سبع سنوات ونصف وأنا أحاول ولم أفلح..
استغل ذلك بعض اصحاب الغايات المغرضة والخبيثة لاتهام الهيرالد بأنها جريدة عونية الملكية (رغم انها عونية الهوى والتوجه) لفرملة مسيرتها، وبالفعل تمكنوا من الحاق الضرر بها معنويا وماديا، بعشرات آلاف الدولارات.. خاصة وان الاجواء في ذلك الحين كانت بمعظمها معادية للتيار الوطني الحر وعماده الرئيس ميشال عون، وكانت صفحات الصحف اللبنانية في استراليا مشرعة للمقالات المتهجمة على التيار ورئيسه والمتهكمة بهما والملفِّقة للشائعات المغرضة ضدهما وايضا المعادية لهما.. اما الهيرالد فكانت كالمثل القائل «يا جبل ما يهزك ريح» فاستمرت، بكل فخر واعتزاز، بالنهج الذي اعتمدته والخط الذي عليه سارت.
وقفت الهيرالد وحدها في وجه الجميع تدافع عن التيار ورئيسه وترد عنهما سهام الكذب والتطاول والتجني، ولا شك ان الكثيرين ما زالوا يذكرون «المعركة» الكلامية مع أحد الزملاء الذي كتب في احدى افتتاحياته على الصفحة الاولى من الصحيفة التي يعمل فيها ما معناه: زارت سفيرة الامم المتحدة للنوايا الحسنة انجيلينا جولي مخيمات النازحين السوريين في تركيا، (في 18 حزيران 2011)، وجلست معهم وشربت الشاي ومرت اكثر من مرة قرب منفى العماد عون في فرنسا ولم تزرْه او تشرب معه القهوة.. وذلك بلغة تهكم وسخرية، فرددتُ عليه بافتتاحية بعنوان «زمن تطاول الصعاليك على العمالقة»، فكان رده كالتالي «جريدة حزبية توضع في محلات الخضار والفواكه، وكل من يشتري ربطة فجل يأخذ جريدة مجانا»، فرددتُ عليه بافتتاحية مطولة بعنوان «كتابات للعسر الهضمي والتلبك المعوي» جاء فيها «انك اصغر من ان تتطاول على رجل (عون) ضاق عليه الوطن ولم يتسع له المحيط».. لأنهي المقال بان «للفجل فائدة للجسد اما كتاباتك فلا تتسبب الا بعسر هضمي وتلبك معوي فقط».. لينتهي السجال عند هذا الحد.
وعندما كانت «العنكبوتيات» تلدغ الرئيس العماد عون تياره، بصورة شبه دائمة، لماذا لم تجرّد لها قلمك الغزّار وسيفك البتـّار .. ايها البطل «الجبار»..يا حضرة منسق التيار؟!
اين كنت حينها يا حضرة المنسق.. لماذا لم تطلق العنان لامكانياتك اللغوية والأدبية والفكرية للدفاع عن التيار وعماده عندما كانا يتعرضان للتجريح والتهكم والسخرية؟
اليوم والحمد لله ومع وصول العماد عون الى سدة الرئاسة الاولى هدأ غبار معارك التهجم والتجني ليهب نسيم التقرب والاسترضاء، حتى لا نقول اكثر من ذلك ونجرح الكثير من المشاعر والخواطر.
من أنت يا هذا؟! والى ماذا تهدف من فعلتك الشنيعة؟!
أنا سأقول لك..
اردتَ ان تقول للحضور - واعترفُ انك أحسنت التوقيت - ان التيار في سيدني براء من الهيرالد.. اما أنا فأقول لك خسـِئت، فالهيرالد كانت وستبقى وفية للتيار الذي من رحمه وُلـِدت، وابتداء من الساعة، وحتى قيام الساعة، ستكون منك ومن امثالك براء.
أردتَ ان تخلق شرخا بين الهيرالد والتيار تنفيذا لأجندة لئيمة.. اما انا فأقول لك ان الهيرالد ستبقى منبر التيار، شاء من شاء وأبى من أبى، ولن تستطيع لا أنت ولا غيرك دق اسفين في العلاقة بينهما.. وما قمتَ به يعبر سلوكك ونفسيتك ولا يعبـّر عن آراء الشرفاء في التيار.. ولذلك فالهيرالد لن تخيب آمال هؤلاء وتترك الساحة لمقتنصي الفرص.
ايها المنسق،
أنت عابر والتيار ثابت.. أنت زائل والتيار باق..
أنت اليوم منسقه في سيدني وغدا لا شيء حيث ستشرق شمس الحقيقة وسيكون له منسق آخر.. وهذا «الغد» قريب وقريب جدا.
الهيرالد تتعامل دائما مع الثابت والباقي ولا تلتفت الى العابر والزائل لأن هؤلاء ليسوا ضمن حساباتها واعتباراتها.
هل تعرف انت منسق ماذا؟
أنت منسق التهميش و «التطفيش» و «التهجير» في تيار سيدني.. فبفضل ممارساتك شبه «الديكتاتورية، ضد الناشطين فمنهم من انكفأ ومنهم من اعتزل ومنهم من انسحب ولو مؤقتا..
استلمتَ رئاسة منسقية تعج بالنشاط والحركة فأصبحت معك عجوزا مـُقعـَدا لا قدرة له على الحراك.. نعم حوّلتها جثة هامدة.
واذا كان لديك ادنى شك في كلامي، وتعتبره تحامـُلا عليك وتجنـّيا، فأتحداك ان تـُثبت العكس وتكشف للملأ وعلى صفحات الجرائد كم هو عدد المنتسبين للتيار.. هل زاد هذا العدد أم قلّ منذ استلامك المنسقية حتى اليوم.
ايها المنسق،
ان مؤيدي خط التيار وعماده في صفوف الجالية وخاصة المسيحية يـُعدّون بعشرات الآلاف اما المداومون على حضور اجتماعاتكم فلا يتعدون أصابع اليدين فلماذا.. وأتحداك اظهار العكس، لأقدم لك اعتذاري.
بربك ايها المنسق،
هل هذا هو تيار الرئيس العماد عون؟
المنسق الناجح هو الجامع لا المفرّق.. الباني لا الهادم.. الرافع المداميك لا المقوّض للبنيان والهادم لصرح تعب على تشييده ورفع أعمدته مناضلون وناشطون شرفاء حافطوا على قوته وعظمته طيلة عشرين سنة من عمره في سيدني، اي قبل انتسابك لمنسقيته ( الذي عمره اقل من ست سنوات) وقبل رئاستك لها منذ حوالى أربع سنوات.
أنت لست اكثر من طابور خامس، زُرِعت فيه لفرطه من الداخل.
ايها المنسق،
اؤكد لك ان مؤمراتك لن تنجح وان حقنتك المسمومة لن تنفذ الى دمي لقتلي «لانو جلدي سميك» ويجب ان تعلم، انت ومن يملي عليك مواقفك، ماذا يقول المثل «طابخ السمّ قاتله».
ان ما قمت به كان طعنة ليس فقط للهيرالد بل للتيار الذي ما زال، حتى الآن، يفاخر بها ويعتبرها جريدته والناطقة باسمه وينتظرها مؤيدوه ومناصروه اسبوعيا ليقرأوا ماذا تحمل لهم من أخبار ومقالات وتحاليل.
ان ما قمت به لم يكن خطأ بل خطيئة لا تنفع معها تلاوة الف فعل ندامة..
أيها المنسق،
اعتقدتَ انه بفعلتكَ هذه سيـُصيبني «الحَرَد» فأبتعد عن التيار واترك المجال لك ولأمثالك، غير انني أطمئنك ان ذلك ما زادني الا تمسكا بخطه ونهجه..
(وبالمناسبة اقول لك ان تأييدي للتيار ليس تأييدا أعمى بل ينمّ عن قناعة ووعي.. وهو ليس تأييدا للتيار كتيار، بل تأييد لمواقف وسياسات  تتقاطع مع مواقفي ورؤيتي السياسية في معظم الاحيان، مع الاخذ في الحسبان مجال الاختلاف في وجهات النظر في بعض الأحيان).
أيها المنسق،
لم أكن اعلم ان لديك «عقدة» مع جريدة الهيرالد، تقض مضجعك وتؤرقك.
من جهتي، لم أكن أحمل اي مشاعر حقد او ما شابه ذلك ضدك، والدليل على ذلك ان صورتك كانت بالالوان في عدد السبت (قبل يوم واحد من فعلتك) على الصفحة 19 في جريدة الهيرالد في تغطية تكريم الصديق أحمد ديب للنائب جهاد ديب في منزله.
لم أكن اعلم ان لديك «عقدة»، مع جريدة الهيرالد، والا لكنت حاولتُ حلها قبل انكسار الجرة بيننا..
واخيرا اقول لك ولكل المتربصين بالهيرالد شرا والضامرين لها حقدا ان هذه الجريدة ستبقى على تحليقها وأنتم على زحفكم.. وشتان شتان بين الزحف والتحليق.