2018/01/16

مدير مكتب الشبكة العربية علي بوعوينة السعيد في ولاية برج بوعريريج الجزائر :إعلاميون ام أوصياء على الفنانين ...

هشتاج للبيع 
اعلاميون ام أوصياء على الفنانين.. !؟ 






بقلم :  مدير مكتب الشبكة العربية علي بوعوينة السعيد في  ولاية برج بوعريريج الجزائر
===================================================
يعتبر الاعلام واحدا من المهن النبيلة و يعد سلطة رابعة لقوة تأثيره و توفيره لفضاء واسع، لكشف الحقائق و توضيحها و ايصال المعلومات و الاخبار للجمهور بهدف توعيته و اشراكه في كل الشؤون التي تهمه وتحيط به و تخدمه، غير ان مشهد من المشاهد الاعلامية بث علي قناة جزائرية يبقى تقييمه للجمهور و لأصحاب التخصص ليوضع في مكانه الصحيح، حيث أٌقدمت مقدمتى برنامج يبث علي احدى القنوات الجزائرية وهما في كامل تبرجهما اثناء تقديمهما لبرنامج على انتقاد الفنانة الجزائرية نعيمة عبابسة عن صورة نشرتها علي صفحتها الشخصية عبر موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك مرفقة بتعليق عن انزعاجها من سماع طقطقت اللبان" العلكة" أثناء عودتها في رحلة علي متن طائرة للخطوط الجوية الجزائرية من سفرية مشبهة الخطوط الجوية الجزائرية ب "air ouagadougou" 


و يرى متتبعون للشأن الاعلامي ان مقدمتى الحصة، ابتعدتا في انتقادهما لتصرف المطربة كل البعد عن الدور الحقيقي للاعلام بتناسيهما للموضوع الرئيسي و هو اتهام الفنانة" نعيمة عبابسة" بالعنصرية من قبل مستعملي مواقع التواصل الاجتماعي فايس بوك، لينهال عليها بكلمات وعبارات جارحة، لشخصها و حريتها موظفين لغة الجسد تدل علي الاستهزاء و الاهانة بالفنانة بما أعطى الانطباع أن تطرقهما للموضوع و تناوله بتلك الطريقة خروج عن سياقه النقدي لتفوح منه رائحة تصفية حسابات أو محاولة استقطاب اهتمام المشاهدين من خلال استعمال أسلوب الاثارة الزائد عن اللزوم،خاصة بعد توظيفهما للفيديو التوضيحي الذي نشرته الفنانة نعيمة عبابسة بما يخدم فكرة معدي البرنامج، و التغاطي عن الجوانب و المقاطع التي تفسر فيها الغرض الحقيقي من المنشور و التعليق، وهذا ما يتنافى مع اخلاقيات الاعلام. و زيادة على هذا تقمصت مقدمتي البرنامج، شخصية دعاة الاسلام و المصلحيين الاجتماعيين، متناسيتين تماما طريقة لباسهما و ظهورهما بدون حجاب في وقت انتقداها على طريقة وضعها للحجاب و تركها لجزء من شعرها  بارز، مطبقتين بذالك المثل الشعبي المتداول "حلال عليا حرام عليك" و كأن الموضوع هو نعيمة عبابسة وليس التعليق الذي نشرته مع الصورة و نقل انتقاد رواد الفايس بوك لها أكثر ما اعطى الانطباع ايضا من قبل منتقدي اسلوب مقدمتي الحصة و المعجبين بالفنانة نعيمة عبابسة، بانهما ابتعدتا عن دورهم الاعلامي و غلبتا ذاتيتهما بعيدا عن اخلاقيات المهنة و الهدف الحقيقي للاعلام ، و بلغتا الى حد اعتبارها مقياس لتصنيف الجزائر و شعبها بين الدول العالم، و ان الجزائر و شعبها بالفعل يستحقون ان يكونوا بين دول العالم الثالث بسبب نعيمة عبابسة و كأنها هي كل ما يوجد في الجزائر حتى عند محاولة احدى المقدمتين الرجوع الي السياق الاعلامي بمحاولتها ترجمة ما كتبته الفنانة باللغة الفرنسية حيث راحت تترجم النص بطريقة اقرب لكل شيء إلا الترجمة لتفتحا بعد ذلك حوارا و كأنهما في جلسة لمحاكمة غيره انها جلسة من النوع الخاص و نوع أخر مرفوض فيه السماح للمتهم بالدخول للدفاع عن نفسه و توضيح مقصودها متجاهلين تماما اعتذارها الذي يعد من السمات الاخلاقية و الصفات الحميدة فقبل ان تكون نعيمة عبابسة فنانة هي انسانة معرضة للخطأ كغيرها من البشر. و لعل ما ميز ردود اغلبية المتابعين للحادثة و المتعاطفين مع نعيمة عبابسة هو محاولة اقحام حياتها الشخصية و علاقتها مع شقيقتها عايدة في الهجوم عليها و محاولة تأليب الرأي العام ضدها و اشعال نار الفتنة بينهما ،و كأن شقيقتها الفنانة عائدة عبابسة قاصر لتدافع عنها المقدمة فاتحة بذلك جبهة اخرى لتحريضها ضد اختها خصوصا و ان الاخيرة اثبتت في الكثير من الحوارات قوتها في التعامل مع الإعلاميين فهل يحق للمقدمة اقحام نفسها في مشاكل عائلية ؟ وهل الموضوع هو عائلة عبابسة ام تعليق الفنانة ؟ 
كل هذا يدفع للتساؤل عن السر الكامن وراء تضخيم هذه القضية و لصالح من و من المستفيد و ماذا استفاد الجمهور من هذا المشهد و من يحمي الفنان الجزائري و هل يعد هذا المشهد اعلام و هل هاتين المقدمتين تستحقان ان تكونا في الوسط الإعلامي؟


بقلم : علي بوعوينة السعيد  مكتب ولاية برج بوعريريج