2018/02/06

مديرة مكتب الشبكة العربية في تونس ايناس سلامي : الذّ حرية مقيدة ... من عبادة الظروف و الأماكن...

 .. ألذّ حرية مقيدة


************************************************



ألذّ حرية .. هي تلك التي نذوق حلاوتها حين نخرج من عبادة الأنفس 
 من عبادة الأشياء 
من عبادة الظروف و الأماكن 
من عبادة الأسماء و المسمّيات 
من عبادة الحاجات و الميول حتى ولو كانت طبيعية .. نخرج من ذلك كلّهِ إلى عبودية مشرّفه

فأين الهروب
كلّما نظرتُ إلى السماء من فوقي و إلى الجبال من حولي و الأرض 
"المبسوطة  من تحتي تذكرتُ "و ما قدروا الله حقّ قدره
و تذكرت انه لا بدّ أن أقتات و أتنفّس من جمال الله المزروع في الارض
فإذا كان المطر لا يهدأ، و إن كانت الطرقات لا تنتهي 
....سأرقص على جناح المساء
...سأرقص حافية على الوتر
أرقص على رحيل الشمس
أرقص على أطراف الوجع
سأنشد موسيقى الغائبين
سأعزف للحزن سمفونيته الأخيرة
 لنسيم الحب الضائع

سأكون كموج البحر المضطرب
سأرقص
حافية على شريط الذكرى
حافية على درب النهاية

لا بداية لي في العشق
و لا عشق لي في الوداع

فتعال معي يا صديقي ، إبتسم و رافقني 
لا تقل كل شيء إنتهى .. فمع كل قطرة تذرفها السماء قل : هنا دار حظي ، و للحياة معجزة
فلترافقني 
لنمضي وننسى عطر الماضي
نمضي لننسى الأمس

لنرقص للحب 
لنرقص بشوارعه فيبتسم لنا
لنرقص لننسى الغرباء
ضع يدك ورافقني

فقد
خلعت نعلي و خلعت الحنين
حتى أنسى ليالي الأنين
ستداعب المياه أصابع أقدمي 
 سأصرخ بأعلى صوتي كم احبك يا سماء و كم أحبك يا مطر
سأهدي الطرقات قبلا حارة لكي لا تنسى مروري عليها ابدا 
سأترك رائحتي على آلشوارع الفارغة التي تزينها أوراق الأشجار المتساقطة 
سأغني للطيور المهاجرة
سأوزع ابتسامة بريئة للمارين من هنا 

لو يعيرني القمرُ
جبلاً
سأقطنَ فيه
كلّ حياتي
وأنثرَ ضياءه
على سرايا الجمالِ وسبلِ اللقاءِ
و على وقع قطرات المطر
وشهقات القمر
سأنسج رقصة بأنامل اللقاء
.. سأحصي الثواني 
سأخون الكبرياء
سأرتدي ثوب البهاء٠٠٠
سأأركض في أعماق المحيط للحظات
وأطفو على سطحه هنيهات٠٠٠
كما النهر ينساب في جمال
كما العذاري تتمايل في دلال
.. كما الأشجار في أبهى حلة الكمال
سأبني الجسور المنسوفة
 و أحول البيداء بيادر
وأسكن جزر الأحلام٠٠
سألغي كل الأحكام
بهبات من فيض سخاء
لتكن أصداء الكون في همساتي
فطالما ينمو العشقُ
..  في مياسمِ الأقحوان
سأجعلُ وجهَ الليلِ
يتوضأ بحفناتِ الهمّسِ
ويتهجدُ ساعاتِ السهرِ
على محرابِ النيزكِ الهاربِ من السماءِ
يسجدُ سوادهُ طوعاً
على نبضاتِ الحنينِ
ويشكر الإله على نعمةِ الودادِ٠

سننسى
نحنُ الغرباءُ
 سويّةً
متى يبزغُ الفجرُ
كي تبقى نجمةُ الصباحِ
راعيةَ النهارِ في حوضِ الاستئناسِ
الى أن تمتلئ الأعشاشُ
بريشاتِ العصافيرِ
وقتَ غفوةِ الغروبِ
على زنابقِ الاحساسِ
كم ستبدو الساعات سريعة
 وأنا ألوح في هضاب العمر

هذا الطريق سيذكر يوما اني به مررت سيشتاق لطفلة جميلة اعادت الحياة لروحه الكئيبة 
فلترافقني يا صديقي

سأواصل رقصي حافية على الوتر
سأرقص للمطر