2018/10/02

ربيع مينا رئيس جريدة بناء الانسان : كرامة الناس خط أحمر ، و كذلك الأمن ، ولكن الأمن الاجتماعي هو المدخل الأساسي لأي استقرار أمني

كرامة الناس خط أحمر ، و كذلك الأمن ، ولكن الأمن الاجتماعي هو المدخل الأساسي لأي استقرار أمني
✍🏻: ربيع مينا
-------------------------------------------



لا شك أن ما أصاب المؤسسات الدستورية من فساد وهدر للمال العام وانتهاك للدستور وتفسيره بما يتوافق مع المصالح الشخصية للطبقة السياسية في لبنان، كلها عوامل أدت إلى غياب الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والسياسي (فالأمن الاجتماعي هو المدخل الأساسي لأي استقرار أمني)، وبالتالي شلل الاقتصاد اللبناني خلال السنوات الماضية ، ما أرخى بظلاله القاتمة على الحركة التجارية والسياحية ودفع الكثير من المؤسسات إلى إغلاق أبوابها، وفي أفضل الحالات تفنيش أعداد من الموظفين والعمال، وبالتالي ارتفاع نسبة البطالة إلى أعلى مستوياتها في لبنان، عدا عن تراكم عشرات آلاف الشيكات بدون رصيد... وما إلى ذلك من أمور سلبية أرهقت المواطنين ،ان المواطن العادي لم يعد همه الأول أي تسوية ولا الاسم الموجود في أي موقع من مواقع المسؤولية سواء في السلطة التشريعية أو التنفيذية، ولا حتى عدد الوزراء ولأي فريق انتموا، ولا حتى البيان الوزاري، فكل هم المواطن كيف يؤمن لقمة العيش لعياله، كيف يوفر التعليم و الاستشفاء لأولاده، ولذلك يتطلع إلى عودة الحياة في بلده إلى طبيعتها، عودة الحياة إلى المؤسسات الدستورية، و بالتالي الخروج من الركود الاقتصادي وانطلاق عجلتها من جديد بعد توقف قسري طال أمده. 
إن دورة الحياة في لبنان مترابطة، لا بل متكاملة، وما يصيب الرأس ينعكس على الجسد إما سلباً أو إيجاباً، ولا يمكن الفصل ما بين السياسة والاقتصاد، حتى أن القاعدة تنص على أن السياسة هي اقتصاد مكثف. حتى أن كل الصراعات والحروب والتحالفات، عبر التاريخ، كانت وما تزال اقتصادية المنشأ والأهداف والأبعاد، ففي الماضي البعيد والقريب كانت الغزوات وكان الاستعمار للبلدان الأضعف بحثاً عن أسواق تجارية وعن مصادر إنتاجية ومن أجل تسويق المنتجات، ما يدل على أن الاقتصاد هو العماد الأساسي لحياة البشرية. 
وبالعودة إلى الوضع اللبناني العام لا بد من التأكيد على أهمية الحياة في المؤسسات الدستورية كي تنعكس إيجاباً على الحياة الطبيعية في البلد، وبالتالي عودة الاستثمارات ورؤوس الأموال، بعد أن هربت إلى الخارج، وتعود السياحة إلى سابق عهدها والتي تعتبر ركناً أساسياً في إنعاش الاقتصاد الوطني. 
 فكفى ظلما ” و قهرا ” و جورا ” … الشعب اللبناني لم يعد يحتمل الشعارات البراقة و سماع الخطب الرنانة و الوعود الكاذبة .الأوضاع تزداد سوء” يوما ” بعد يوم و باتت الأوضاع لا تطاق .
 أين الوعود الكثيرة … أين المشاريع الكبيرة التي وعد بها الشمال كل الشمال و تضمنتها البيانات الوزارية للحكومات المتعاقبة . إنها طبقة أفسدت الحياة السياسية في لبنان . 
 تكلموا عن رفع الغبن و الحرمان ، و عن الانماء المتوازن و البحث عن حلول للأزمات المزمنة .. من طبابة و ضمان شيخوخة و عن التعليم و الكهرباء و عن البنى التحتية و المديونية المتصاعدة و الضرائب و الهجرة و الفقر و البطالة . و اذ بنا ندفع الكهرباء مرتين و الماء مرتين و الضريبة على البنزين ثم الضريبة على الضريبة .
” هل مقبولا ” أن يرث الأغلبية من الناس الجهل و الفقر و المرض . 
كرامة الناس خط أحمر ، و كذلك الأمن، و لكن الأمن الإجتماعي هو ضمانة أي استقرار أمني.
الحياة الحرة قرار . ، 
 والحياة الكريمة إختيار .
خلصت الحكاية .ه