فلتكن القمة العربية هي الإنطلاقة للبنان الجديد الخالي من المآسي و الصراعات و التفجيرات ،
فلتكن ندير خيرٍ لا نذير شؤم ، و لنكن على قدر التّحدي كلبنانيين لنثبِتَ للعالم بأنّ لبنان ليس بحاجة وصاية كي يستكمل بناء نفسه .
ليس من الرّجاحة بمكان أن نلجأ إلى أسلوب السّخرية في كلّ شاردة و واردة تحصل في هذا البلد ، يكفينا تنكُّراً لوَطَنِيَّتنا ، فلنستعد تلك النزعة من الفخر و الإعتزاز ببلدنا و كفانا نمجّدُ كلّ البلدان ما عدا بلدنا .
هناكَ أبواقٌ تترصّدُ كلّ إنجازٍ من شأنِهِ أن يرفعَ من مستوى لبنان فتبدأ بزخّ عباراتها المحبطة رابطةً مصير البلد بالأنظمة الإستبداديّة و كأنّه محتّمٌ علينا أن نكون ذيولاً لأيادٍ خارجية !
فيأتيك من يمجّد نظام الأسد رابطاً نجاح القمة العربية بحضوره ، متناسياً بأنّ الزّمن قد ولّى و أمجاد ذلك النظام قد أكَلَ عليها الدّهرُ و شَرِبَ و لم يعد لها منه سوى صورةً ملطّخةً بالبطش و الظلم و باتت محفورةً في الماضي و فقط في الماضي ..
لبنان اليوم يختلف عن لبنان الأمس ،
لم تعد تعنيه مباركة خارجية من أحد كي يستكمل بناء نفسه ، فلتكن عظةً للعالم أنّ هذه الأرض لفظت جلاديها و خرجت من شرنقة الذّل كي تحلّق في سماء الحريّة.
لقد تجرّع لبنان ما يكفي و يزيد من سموم التحكّم الخارجي و محاولات إفشال كلّ ما يمكن أن ينهض به ، آن الأوان لننهض ، و ليس شرطاً أن نصل إلى القمة في خطوة واحدة ، و لكن يكفينا فخراً أن يرتبط إسمُ لبنان بالإنجاز بعد ما ارتبط إسمه على مدى عقدٍ و نيِّف من الزّمن بالإنفلات الأمني و الصراعات المحتدمة .
بوركت جهود الرّئيس سعد الحريري ، و كلّ من يشدّ على يده في استكمال ما يقوم به من محاولات حثيثة لإستعادة دور لبنان كما السّابق بين الدول العربية و إعادة أمجاده المسلوبة ، و قد أثبت فعلاً أنّه يصبو لجعل لبنان فوق أيّ اعتبار ، بغضّ النّظر عمّا حصل في الحقبة السابقة ، و التي كانت من أشدّ المراحل صعوبة على لبنان و محيطه ، و لكن ما يجب التركيز عليه اليوم هو أعادة انعكاس صورته الحضارية التي من شأنها جعله موطئ قدمٍ و محجّةً للسيّاح .
نعم لإنعقاد القمة ، نعم لعدم ربط مصير البلد بمباركة أيّ وصاية خارجية ، نعم للنهوض نحو القمة تحت شعار الوطن فوق الجميع .