2019/02/05

مستشارة الشبكة للشؤون الثقافية عايدة عيد : من هي هبة محمد مهدي : صغيرة بالعمر كبيرة بالفكر فراشة سوريا هبة مهدي ابكي وأحزن حين تربت على كتفي







فراشة تطل علينا من حقول اشتقنا لها 
صغيرة بالعمر كبيرة بالفكر 
فراشتي الصغيرة اخذتني معها لعالم واقعي وكتبت حروفها بمنتهى الاحساس فاعتقدت للحظة أنها حقيقة تعيشها إلا أنني عدت بذاكرتي سريعا"لأقول هنيئا"لوالدتك التي أنجبتك ودعمتك ولوالدك الذي احسن تربيتك .
فراشة من سوريا 
هبة  محمد مهدي
 مواليد 11/9/2000
تملك فكرا"ينبض بالكلمة الجميلة الهادفة وإليكم ما كتبته هبة مهدي.

رجاء خاص
________

أمي العزيزة..
سألتني البارحة عندما دخلتِ غرفتي لمَ أحتضن تلك الوسادة عند النوم ولا أتخلى عنها منذ طفولتي، ابتسمتُ وأدرت ظهري لأنام، ولم أُجيبك!
هذه الوسادة هي أنتِ أمي، أقصد أنها بدلاً عنكِ. لم تتطوعي ليلةً واحدة لتنامي بقربي وتشعريني بحنانك، لذا احتلت وسادتي هذه مكانك! منذ طفولتي وأنا أفتقدك جداً أمي، دائماً ما تكونين مشغولة وبرغم وجودك بيننا إلا أنكِ بعيدةً كل البعد عنّا، لم أذكر يوماً واحداً أنكِ شاركتنا السهرة بدون أوراق العمل خاصتك وحاسوبك المحمول، دائماً ما تغمرين رأسك بينهما، وإن وجهت لكِ سؤالاً، تهزين رأسكِ بالمواففة دون أن تنصتي جيداً لما طلبت!



اليوم بلغت الخامسة عشر من عمري أمي، كانت أمنيتي عندما أطفأت الشموع؛ أن تعطيني هديتي بنفسك مع عناقٍ طويل ودعاءٍ عميق. لكن وبكل أسف، كالعادة، وصلتني هديتي منك عن طريق السيدة ماري -الخادمة- ولم أرَكِ حتى منتصف الليل.

تصدقين أمي؟ أشعر أحياناً أنّ السيدة ماري هي أمي، فهي تعدُ لي الطعام وتهتم بواجباتي وتسألني كيف مضى يومي، كما أنها عندما أبكي أو أحزن تربّتُ على كتفي. كلّ هذا وأنتِ غارقة في العمل، اللعنة على عملٍ طويل كهذا يسرقكِ منا ويحرمك من رؤيتنا ونحن نكبر ونتغير. لا أدري سبب تعلقك به أصلاً وأوضاعنا المادية ممتازة ولا تجعلك تحتاجين العمل. 
حسناً لا يهم، لن أطيل الكلام أكثر، أعلم أنك لا تملكين الوقت، لكنني وبكل اختصار، أطلب منك العودة، العودة الحقيقية لحياتك العائلية، أنا لا أطلب أمراً مستحيلاً، كل ما أريد هو اهتماماً أكثر بشأننا، فقط، هذا جلّ ما أريد!
سأضع لك هذه الرسالة على مكتبك، فلن تلاحظي وجودها إلا بهذا المكان.
أحبكِ أمي، أحبكِ وأشتاقكِ جدًا أيضاً.

صغيرك الذي لم يعد كذلك...

بقلم الكاتبة: هبة محمد مهدي