2019/02/02

بقلم يعقوب محمد الاسعد : الأمل العصبية والنزعة الانتقامية لدى الفرد العربي ... ما يسمى بالربيع العربي ...على سبيل المثال لا الحصر .. ظهرت ...

بقلم يعقوب الاسعد 

 

الأنا ، العصبية، اللاوطنية و النزعة الإنتقامية لدى الفرد العربي.... بقلم يعقوب الأسعد

إن المجتمع العربي، من المحيط إلى الخليج ، مجتمع مريض بأوبئة كثيرة، ظهرت أو طفت على السطح بعد ما يسمى بالربيع العربي، منها على سبيل المثال لا الحصر : الأنا ، العصبية، اللاوطنية و النزعة الإنتقامية. كنا، في الماضي، لا يمر يوم علينا إلا وسمعنا كهلاً أو عجوزاً يقول سقى الله أيام زمان ، فزماننا أجمل ، زماننا فيه الحب والألفة والأمان والوئام و … إلخ، وكنا حين نسمع هذا الكلام  لا نعره ذلك أي إهتمام، حتى وصل بنا الأمر ، نحن معشر الشباب ، أن نترحم على أيام زمان، كما أسلافنا  ، فالأيام التي مضت كانت أفضل … حتماً أفضل. لا ننسى هنا، بطبيعة الحال، طبيعة الإنسان و بأنه عندما يرجع إلى الماضي فإنه لا يتذكر إلا ما هو جميل ، فالحوادث المؤلمة غالباً ما يسعى العقل الباطن إلى نسيانها أو وضعها في مكان ما لا يتم فيها إسترجاع الأحداث إلا بجهد جهيد أو بحادث أليم. ربما كانت تلك من فضائل الباري عز و جل علينا … نعمة النسيان. 

بالنظر قليلاً الى الإنسان العربي خاصة و الإنسان في العالم الثالث ، فإن لديهما  مخزون هائل من الإزدواجية و الأنا و العصبية و اللاوطنية و النزعة الإنتقامية ،وتلك صفات بشرية يساعد حسن الحال على تخطيها في حين يرسخها و تغذيها عوامل عدة، نذكر منها  :

1- التهميش :إجمالاً ، في المجتمعات العربية كما كل مجتمعات العالم الثالث ، هنالك نوعان من المواطنين ، المواطن المدعوم والمواطن المدعوس، وبين الميم والسين حكاية سببتها المناطقية ، والعائلية و المحسوبية و الظروف المالية والحالة الإجتماعية …

2 – القبضة الأمنية : إن الإهانات و تقليل الإحترام الذي يتعامل به معظم أفراد الأمن يولد لدى الفرد العربي شحنة هائلة من الحقد و الكره تجاه المؤسسة الأمنية  غالباً ما يعمم على كل مؤسسات الدولة دون تمييز .

3 – إنعدام المخزون الثقافي لدى أغلبية الشباب ،  وتوجهه إلى الإعلام المرئي و المسموع الذي يسهل فيه الحصول على المعلومة ، و انحساره عن القراءة و عن تنوع مصادر الخبر ، ليصبح سهل الإنجرار وراء المؤسسات الإعلامية التي ترعاها كبرى المخابرات العالمية والعربية.

4- محدودية تطبيق القوانين: من المعروف أن تطبيق القانون يخضع لمعاير عدة، و مقولة القانون فوق الجميع ما هو إلا كلام لا أساس له من الصحة ، فالقانون، وإن اردنا أن نستعير وصفاً دقيقاً له فهو بيت العنكبوت ، و أوهن البيوت بيت العنكبوت، يصطاد الضعيف و ينهار أمام القوي .

5- البطالة : هي القنبلة الموقوتة التي تكتسح مجتمعاتنا العربية ، فلا يبقى لدى الشباب العربي إلا حلين : إما الهجرة أو اكتناز الفرص، واكتنازها عادةً ما يأتي من طرق مشبوهة.

6- الحقد والحقد المضاد : إن الشائعات التي تطلقها الحسابات الوهمية في العالم الإفتراضي، أو الذي يروج لها مروجو الفساد وصائدوا الجوائز، تولد حقداً يجعل من أي فرد عربي قنبلة موقوتة تنتظر اللحظة الحاسمة لكي تنفجر، ومن حقد لحقد، و من إشاعة لأخرى، تتحول فيها الإشاعات إلى كلام موثق بالصوت و الصورة ينتشر كالنار في الهشيم، من هنا ومن هناك .

7- التربية المنزلية : والتي تعتبر الركيزة الأساسية لثقافة الفرد و التي تبنى إجمالاً على رأي واحد لا يقبل أي بديل ، فيصبح من الصعب على المرء أن يلين.

إن العوامل الآنف ذكرها تتحول إلى الغضب، غضب يحتاج إلى تنفيس، بعضنا يعرف كيف يتحكم به و معظمنا يقع فريسة له أو فريسة لمن يعرف كيف يستغله فيتفنن و يتقن أبشع أنواع التنفيس والترويح عن الذات، ثأراً و تطبيقاً حرفياً للمثل الروسي القائل :عندما يتزوج الغضب من الثأر ينجبان الشراسة ، إما بقتل الوطن أو قتل أخ له أخر  ، عرف كيف يصارع غضبه ويصرعه ، ويبقى من سبب لنا الغضب بمعزل عن غضبنا …  قال انشتاين: يستمر الغضب فقط مع الجهلة. فكن حذراً من غضبك. وقال إبن القيم : أوثق غضبك بسلسلة الحلم؛ فإنه كلب إن أفلت أتلف.