أمهات_العسكريين_المخطوفين
رفقا يا من أنتم مع أمكم في شمل ملتئم احتفلوا بهدوء دون تشهير !!!!
ككل سنة يأتي 21 آذار حاملا معه وهج الربيع و زركشة ألوانه صخب صداح الطيور و فوضى الإنتعاش من بعد ثبات الشتاء.
أغاني و ضحكات شموع و قوالب حلوى زينة و هرج و مرج هدايا و قبلات كل هذا و أكثر تجده في كل منزل لبناني على مدار الأسبوع فهو "عيد الأم" حيث لا يفوت أحد منا أن يذكر جنته بلفتة تشعرها بالفرح و أنها مدللة المنزل و صغيرته التي رغم كبر سنها و نضوجها نخاف عليها و نحرص على مشاعرها نعم هو عيد مربية الأجيال و صانعة الرجال مع بدء فصل الربيع اجتمع كي يثبت أن الأم هي بداية الحياة و أساسها و رونقها الذي يسبغ على حياتنا طعما و لونا فريدا....
لن أتحدث عن طقوس الفرح و الإستعداد من قبل الأبناء هنا فالواقع مغاير تماما أمام الجنة التي أتحدث عنها فرغم إزدحامهم هي لا ترى أحدا غيره و رغم ضجيجهم تعصف بها غربته عنها و رغم رؤيتهم أمام عينيها يخيم عليها طيفه معانقا باكيا راكعا عند قدميها مستلقيا بين أحضانها
تخرج كل يوم ملابسه و تتنشقها نفسا عميقا علها تشتم عبقه عليها و تحتفظ برائحته داخلها تنتشي منها فرحا ولو كان مؤقتا ....
أما عن حذاء تلمسه بيدين ترتجفان خوفا ثم تقبله بشفتين ترتعدان ألما و حرقة ثم تضمه بلهفة ذاك الحرمان فلا تسعفني لغة المعاجيم في وصف عظمتها و حبها و تعابير الأمومة تهرب محتارة كيف لإنصافها.....
و تلك الصورة آه منها فقد أصبحت الجليس و الأنيس و استبدلت كيان جار قلبها البعيد بها و ربعتها أحضانها تارة تبتسم لها و تضحك معها و طورا ترى الدموع تسيل على خدي الورد تخط من حرقتها أثر المعاناة و بكاء يشق عنان السماء في صداه....
نعم انها ام الجندي الأسير انها من لا تعرف له أرضا ولا إلى أين المصير انها من تمشي طارقة أبواب العون و تتعثر في المسير هي من ترفع يديها و تدعو الله العلي القدير أن يثلج صدرها أو يطمئن فؤادها باليسير
فرفقا يا من أنتم في شمل ملتئم احتفلوا بهدوء دون تشهير.