2016/03/31

كوليت سركيس:فاسدين فاقدون الشرعية يكرمون ويخدمون أنفسهم والمقربين ،تماسيح..حقد وأنانية

الوطن هو رمز النقاء والقداسة والإنسانية
قبل أن يكون هذه المساحة الجغرافية من كوكبنا الارضي، بل هو يمثل التاريخ والثقافة وكل القيم الحضارية. ومن يتكلم عن الوطن يجب أن يكون مؤهلاً لذلك، لانه يتحدث باسم شعب لا يرحم، والتاريخ قادر على الغربلة ، واعادة كل انسان الى موقعه، ومن يتكلم باسم الوطن يجب ان يكون صاحب رأي حر وسديد ومعترف به اجتماعياً، وسبق له أن قدم خدمة او مساهمة وطنية ، بأنه يمثل الوطن  الذي يتكلم عنه، لا أن يكرّم الآخرين باسم الشعب والوطن لمصلحته الشخصية الضيقة والزائلة والعابرة .
 والمفارقة الصارخة أن نرى هؤلاء الفاسدين الفاقدون الشرعية يكرمون ويخدمون أنفسهم والمقربين منهم، والذين يعبثون في الأرض فساداً وانتقاماً ، ويكيلون الشتائم للآخرين، ويعملون على تشويه سمعتهم والحاق الأذى بهم وبأسرتهم ، وكل ذلك بسبب غيرتهم وحقدهم الأعمى وجهلهم بأبسط الأمور، وأقل مايقال عنهم أن أقلامهم رخيصة ومأجورة ومدفوعة الثمن.  
من أنتم ، ومن يحترمكم أو يعترف بكم ، وماذا قدمتم لحركة التاريخ والفكر والثقافة والحضارة، حتى تتكلمون عن الوطن وتقيمون الآخرين، اذا كان عائلتكم أنفسهم لا يعترفون بكم ! .
الوطن انتماء ومحبة وتسامح وقداسة وثقافة ، ومن يتكلم باسمه، ويحاسب الآخرين باسمه، يجب أن يكون مشهوداً له بتفوقه وشفافيته وإنسانيته...  ومن يتكلم بإسم الوطن يجب ان يكون قد تعب على نفسه واكتسب ثقافة عالية، وليس من يحصل على شهادات مزيفة ومشكوك فيها ومدفوعة الثمن عبر الإنترنت .
المثقف يفرض نفسه على الآخرين بانسانيته وأخلاقه  ورقيه ، ولا يطلب من الآخرين بتكريمه، بعد أن حاز على شهادات وهمية عبر الإنترنت،  كما أن المثقف لا يشتري الجوائز وشهادات التكريم ، وهو مريض و لديه نزعة حب الظهور المدمرة، التي جعلته، يتناول حبوب لتهدئة أعصابه بعد أن فقد السيطرة على نفسه حسب ما نسمع من المقربين إليهم، وبات يظهر أمام الجميع كوحش منكسر، يعتقد أن لا احد يستطيع مساءلته أو محاسبته أو محاكمته .
  وعتبي على رجال الدين، الذين يجلسون الى جانبه ، وقد يكون ذلك من باب الشفقة عليه، لكثرة اتصالاته بهم، وتهديدهم بأشياء معينة، بأنه هو من يصرف عليهم ويساعدهم، وهنا أقول: لا أيها الوحش المنكسر ، لا أحد يريد مساعدتك، ولا تفرض نفسك على الأخرين، ولا تتمسْكَن أمام الناس حتى يشفقوا عليكم بدموعك التي هي بمثابة دموع تماسيح، كما صورها البعض الذين يعرفونك .
وأخيراً أقول: من يستنجد برجال الدين عليه أولاً احترام الأديان، وان يكون متمماً لواجباته الدينية، وبأن يعترف بمذهبه، ومذهبه يعترف به، وليس منبوذاً من طائفته وتاريخه يشهد عليه وعلى تصرفاته الغير مسؤول، ويحتمي بطائفة أخرى، ويجب عليه ان يستهدي ويمشي بتعاليم الله، لأن لا سقف يعلى على سقف الله وتعاليمه، وان كل زواج خارج تعاليم الله هو زنى، والرب علمنا أن نحصن عائلتنا، وأن لا نتخلى عن أولادنا مهما كان الثمن، لان الله محبة وتسامح ومغفرة، الله هو صوت الضمير ... 
نعتذر منك أيها الوطن الشريف لأنهم يستغلون إسمك لكي يرتفعوا ... الوطن ضميرنا، ويجب ولو لمرة ان نقف وقفة عز وكرامة وعنفوان أمام الظالم، ونتكلم بكل حرية وشفافية وضمير ... لأن التاريخ لا يرحم ... والقانون لا يحمي المغفلين، وكرامة الوطن من كرامتنا، والوطن صنع مجده الشرفاء ، وكتب تاريخه الأجداد، ببطولاتهم وشجاعتهم والحياة وقفة عز وكرامة وأخلاق ...