2016/04/30

أن نُوقد شمعة خير من ان نلعن الظلام


 أن نُوقد شمعة خير من ان نلعن الظلام

نجمة البحر 
الطفلة مع أبيها يمشيان على الشاطئ الرملي قرب بيتهما الساحلي، وكانت آثار العاصفة التي هبّت ليلة أمس واضحة جدًا، إذ آلافٌ وآلافٌ من حيوانات نجمة البحر منتشرة على الشاطئ الذهبيّ، قد رمى بها الموج العاتي بعيدًا عن المياه، بعض منها ميت، وبعضها الآخر في رمقه الأخير، أخذت الطفلة بشكل جنوني بيدها الرقيقة إحدى نجمات البحر التي مازالت حية، وأعادتها إلى البحر، واتجهت بعد ذلك نحو الأخرى، ورمتها أيضًا في البحر، وبقيت هكذا تُعيد ما استطاعت إلى البحر، وهي تبكي؛ شفقة على مئات الآلاف منها، فبادرها أبوها قائلا: ابنتي العزيزة، لن تستطيعي فعل شيء. إن إنقاذ بعضها، حتى لو كان بالعشرات، لن يغير شيئا من الواقع الأليم لهذه المأساة!

استدارت البنت صوب أبيها، وقالت بكل ثقة: قد لا يعني للعالم شيئا إنقاذي هذه النجمة المسكينة، ولكنه يعني النجمة نفسها الشيء الكثير، إنه يعني العمر كله، والخلاص كله، والدنيا كلها. 

 الحكمة

أن نُوقد شمعة خير من ان نلعن الظلام.