2016/05/29

حكمة متميزة " سلة الفحم ": لا نتعلم شيئا ان لم نمارسه

حكمة متميزة 


 سلة الفحم 

كان هناك رجل يعيش في مزرعة بين الجبال مع حفيده الصغير، وكان الجد يصحو كل يوم في الصباح الباكر؛ ليجلس على مائدة المطبخ يقرأ القرآن، وكان حفيده يتمنى أن يصبح مثل جده في كل شيء؛ لذا فقد كان حريضًا على أن يقلده في كل حركة يفعلها. 

وذات يوم سأل الحفيد جده: يا جدي، إنني أحاول أن أقرأ القرآن مثلما تفعل، ولكنني كلما حاولت أن أقرأه أجد أنني لا أفهم كثيرًا منه، وإذا فهمت منه شيئا، فإنني أنسى ما فهمته بمجرد أن أغلق المصحف! ما فائدة قراءة القرآن إذًا؟ كان الجد يضع بعض الفحم في المدفأة، فالتفت بهدوء وترك ما بيده، ثم قال: خذ سلة الفحم الخالية هذه، واذهب بها إلى النهر، ثم ائتني بها مليئة بالماء، ففعل الولد ما طلب منه جده، ولكنه فوجئ بالماء كله يتسرب من السلة قبل أن يصل إلى البيت، فابتسم الجد، قائلا له: ينبغي عليك أن تُسرع إلى البيت في المرة القادمة يا بني. 

فعاود الحفيد الكرّة، وحاول أن يجري إلى البيت، ولكن الماء تسرب في هذه المرة أيضا، فغضب الولد، وقال لجده: إنه من المستحيل أن آتيك بسلة من الماء، والآن سأذهب، وأحضر الدلو؛ لكي أملاه لك ماءً. فقال الجد: لا، أنا لم أطلب منك دلوا من الماء، أنا طلبت سلة من الماء، يبدو أنك لم تبذل جهدًا كافيا يا ولدي، ثم خرج الجد مع حفيده، ليشرف بنفسه على تنفيذ عملية ملء السلة بالماء، كان الحفيد موقنا بأنها عملية مستحيلة، ولكنه أراد أن يري جده بالتجربة العملية، فملأ السلة ماء، ثم جرى بأقصى سرعة إلى جده: ليريه، وهو يلهث قائلا: أرأيت؟ لا فائدة. 

فنظرالجاد إلى حفيده، قائلا: أتظن أنه لا فائدة مما فعلت؟ تعال، وانظر إلى السلة: فنظر الولد إلى السلة، وأدرك للمرة الأولى أنها أصبحت مختلفة، لقد تحولت السلة المتسخة بسبب الفحم إلى سلة نظيفة تمامًا من الخارج والداخل، فلما رأى الجلد الولد مشدوها، قال له: هذا بالضبط ما يحدث عندما تقرأ القرآن الكريم، قد لا تفهم بعضه، وقد تنسى ما فهمت، أو حفظت من آياته، ولكنك حين تقرؤه سوف تتغير للأفضل من الداخل والخارج، تمامًا مثل هذه السلة. 

الحكمة 

إننا لا نتعلم شيئا إن لم نمارسه، ونطبقه في حياتنا، فإذا أردت أن تتذكر ما فهمت وحفظت من القرآن، فعليك بأن تطبقه في حياتك.