2017/08/10

رسالة الى المسجد الأقصى : اقصانا الحبيب بنيت لتكون ثاني مسجد وأول قبلة

رسالة إلى المسجد الأقصى !

أقصانا الحبيب :
السّلام عليكَ يوم بُنيتَ لتكون ثاني مسجدٍ في الأرض وأوّل قِبلة !
السّلام عليكَ يوم جُمع فيك النبيّون ليؤمهم سيّدهم !
السّلام عليكَ يوم كنتَ آخر الإسراء وأوّل المعراج !
السّلام عليكَ يوم جاءكَ ابنُ الخطاب فاتحاً !
السّلام عليكَ يوم جاءكَ صلاح الدّين مُحرراً !
السّلام عليكَ يوم أضعناكَ، فبكيناكَ كالنّساء مسجداً لم نحافظ عليه كالرّجال !
السّلام عليكَ فيما مضى وما سيأتي ...
السّلام عليكَ يوم ينطقُ الحجرُ والشّجرُ في أرجائك : يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي ورائي تعال فاقتله !
السّلام عليكَ يوم يأتيك عيسى ابن مريم وهو في طريقه إلى باب لُد لقتل الدّجال !
السّلام عليكَ وعلى كلّ ما حولك، على نخل بيسان يوشك أن لا يُثمر، وعلى بحيرة طبريا يوشك أن لا يكون فيها ماء، كُتبَ لكَ منذ البداية أن تشهد أحداث النهاية !
والسّلام علينا ....
السّلام على المقدسيين الذين يحرسونك بأهداب العيون، السلام عليهم طفلاً طفلاً، امرأةً امرأةً، رجلاً رجلاً !
السّلام على إعلامنا الذي لا يذكركَ خشية أن يُتّهم بالإرهاب !
السّلام على مثقفينا الذين يتحاشوك كي لا يُتهموا بمعاداة السّامية !
السّلام على جامعتنا العربيّة التي تبرّأتْ منكَ !
السّلام على جيوشنا الجرارة التي لا تسير إليكَ !
السّلام على صفقات الأسلحة التي لا نراها إلا في العروض العسكرية وعلينا !
السّلام على حكامنا أسدٌ عليّ ومع اليهود نعامة !

أقصانا الحبيب :
لا تحزن إنّ الله معكَ، وكما قال عبد المطلب لأبرهة : للبيت ربٌّ يحميه !
سترجعُ إلينا عندما نستحقك !
سترجعُ إلينا عندما تصبح مدافعنا أطول من ألسنتنا !
سترجعُ إلينا عندما نحاسب أولادنا على ترك الصلوات كما نحاسبهم على تدني العلامات !
سترجعُ إلينا عندما يصبح عدد أطفالنا في حلقات تحفيظ القرآن أكثر من عددهم في حلقات تحفيظ آرب آيدول !
سترجعُ إلينا عندما نكون لزوجاتنا كما نحب أن يكون الأزواح لبناتنا !
سترجعُ إلينا عندما نكون مع والدينا كما نحب أن يكون أبناؤنا معنا !
سترجعُ إلينا عندما لا نبيع بناتنا لمن يدفع مهراً أكثر !
سترجعُ إلينا عندما لا نأكل حقوق أخواتنا في الميراث !
سترجعُ إلينا عندما نعرف عن رجال البخاريّ أكثر مما نعرف عن لاعبي ريال مدريد وبرشلونة !
سترجعُ إلينا عندما تزدحمُ المساجد في صلاة الفجر كما تزدحم المقاهي بعد العشاء !
سترجعُ إلينا عندما تصبح الوظيفة أمانة لا مجرد وسيلة للرغيف !
سترجعُ إلينا عندما يأمن الجار جاره على نفسه وعرضه وماله !
سترجعُ إلينا عندما لا نتكبر على عامل النظافة ونُططئ الرقاب للوزير !
سترجعُ إلينا عندما تنهانا صلاتنا عن الحرام، ويجعلنا رمضان أتقى، ويصبح الحج أكثر من لقب !
سترجعُ إلينا عندما تصبح الوظائف للأكفأ لا للذي جاء من طرف فلان !
سترجعُ إلينا عندما نأخذ حقوقنا بالقوانين لا بالمكرمات !
سترجعُ إلينا عندما لا يخاف الضعيف ضياع حقه أمام القوي، ولا يأمن القوي إذا فكر أن يظلم الضعيف !
سترجعُ إلينا عندما نكون جديرين بكَ ، أما الآن فنحن لا نستحقك !

أدهم شرقاوي / صحيفة الوطن القطرية