2018/04/02

مكتب الشبكة العربية في اميركا الإعلامية غادة رحال : كل شيئ هالك الا وجهه




ألقت مراسلة الشبكة العربية مكتب اميركا الاعلامية غادة رحال كلمة مؤثرة في ذكرى اسبوع الفقيد الغالي محمود ابراهيم رحال في المجمع الاسلامي الثقافي بمدينة ديربورن الأمريكية  يوم الأحد الواقع ٢٥ آذار ،٢٠١٨ م ، وكانت كلمتها كالآتي:

بسم الله الرحمن الرحيم ، ان لله وان اليه راجعون 
كل شيء هالك الا وجهه, ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم..

أيها الحضور الكريم ، لقد وارينا التراب محمود وهو كإسمه محمد الصفات بين الناس أجمعين..رحل من كان يملىء الديار محبة وألفة ، ويضفي للمكان رونقاً وسروراً ، كانت كلماته تلامس القلب  وتلئم الجراح ،وما هذا الا من نعم الخالق وتجلياته..لم يرحم المرض مقلتيه وما بينهما من سماوات اللون الازرق فسلب العائلة سعادتها ...جراحنا من يضمدها ومن ذا الذي يواسينا ؟؟ أنعزي الدنيا كربتها أم الدنيا تعزينا؟ 

خسارتنا كبيرة وفراقه أدمى القلوب وجعاً وألماً..
وها أنا اليوم أرثيك يا خالي بأصدق عبارات الشجن والحنين الى طيبتك ونقاوة قلبك وطهرك ويعجز اللسان عن الاسترسال في الذكرى وتعجز الكلمات وتُنزف الدمعات وتُجف البسمات وتبقى الآهات والذكريات...لقد جفت مدامعنا لرحيله عن الدنيا والظلام خيم على داره بعد أن فتك به المرض ورغم ذلك ما كان هذا يزيده حينها الا حمداً وشكوراً فحين اشتد الوجع وتصاعد الألم لم يسلب المرض الصبر منه حيث زرع أوجاعه بساتين عطفٍ في محضر اولاده ،فأراد الحياة لأجلهم وكان لهم سراجاً منيراً ، كان في ضيقه المتسع لهم وكم تمنى أن يطيل الله بعمره ليبقى الجدار المتين لهم للاستيناد وصلب القوة والعزم فهو كالسنبلة ملؤها الخير الوفير..أراد أن يمسك بيدهم على دروب الحياة القاسية ووضع نصب عينيه رسم ابتسامة على شفاههم ..
أرضنا الخضراء تحولت الى صحراء يابسة فهي لم تعد ترتوي من رحيق حنانه الأبوي وحبه السرمدي..



كانت دموع العطف والمحبة من عينيه تنهمر، ولأجل اليتامى أراد ان ينتصر، ووصى بأبناءه وهو  يحتضر ، فسبحان الذي خلقه نعم الاب به يُفتخر ..مهما  وصفنا من تضحياته فكلماتنا لا تُختصر.. هو الذي إستبطأ الايام في خلواته وفي قلبه العليل ألف غصة وحزن ، وما ان أنهك السقم جسده الطاهر حتى غدى في عليائه  خير من يُذكر...


وها هو حال امك الثكلى اليوم وقد فجعت برحيلك وهي تقول أنا خائرة القوى بدونك ومكسورة الوجدان من بعدك ، لقد ذبلت زهور داري وانطفأت شموع عمري فسلام لك من رحمٍ ضمك جنيناً في أحشائه وارقد قرير العين ومطمئن النفس يا بنيّ ..قد كنت قريب مني والان رحلت عني ووحيدة بدونك تركتني بعد ان للجنة سبقتني ..وأي هدية يا بنيّ في عيدي أهديتني؟؟ رحلت وتركت خلفك يتامى لأب ٍوأم ٍ يبكيان ما صابهما من كربٍ وهمٍ  ..
يا والدي لا تفجعنا بنفس الوجع مرتين فقد ماتت أمنا منذ سنين وبتنا الآن من جواركما محرومين .. ان جرح الفقد يدمي وهل جراح الروح تُشفى ؟ وما عشنا من طفولة وبدون الأهل نشقى ، يا والدي كالعصافير نحن خارج القفص ولكن كيف نحلق ومقصوصين الجناحين أصبحنا؟؟ ألا أذرفي يا دموع وامطري يا عين واعتصري يا نفس حزناً فمن بعدك لمن ننادي أبي كمناداتك ذكرى.

شكراً لكل من واسانا في مصابنا الأليم هذا سآلين الله عز وجل أن يطيل بأعمار أحبابكم وأن يرحم فقيدنا ويسكنه فسيح جناته...