2016/06/26

ميقاتي: لسنا اصحاب مقاربات مذهبية... علينا الاستفادة من تجاربنا

ميقاتي: لسنا اصحاب مقاربات مذهبية... علينا الاستفادة من تجاربنا 


الرئيس ميقاتي: المصلحة الوطنيّة تقتضي الحوار لتعميق القواسم المشتركة بين مكوّنات الوطن

اكد الرئيس نجيب ميقاتي" ان المصلحة الوطنيّة العليا تقتضي الحوار من منطق تعميق القواسم المشتركة بين مكوّنات الوطن، والإبتعاد عن نهج الإصطفافات على قاعدة الإستقواء والإستئثار".
 
اما مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان  فشدد على "ان القرآن الكريم  جاء تزكيةً للنفوسِ  وتبصرةً للعقولِ، وتوجيهاً للناسِ إلى معانِي الإنسانيةِ الكاملةِ وخصائصِها الفاضلة".
 
 
 الرئيس ميقاتي يتحدث خلال احتفال اقيم  في طرابلس برعاية  وحضور مفتي الجمهورية اللبنانية لتخريج  ثلة من حفظة القرآن الكريم، وتكريم الفائزين في المسابقات القرآنية الدولية.
 
 
اقيم الحفل في قاعة مسجد السلام في طرابلس بدعوة من مركز خدمة القرآن الكريم في طرابلس التابع  لدار الفتوى وحضره مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار والنائب سمير الجسر وحشد من الفاعليات الدينية والاجتماعية.
 
الرئيس ميقاتي
 
وقال الرئيس ميقاتي في كلمته: إنّنا اليوم بأمس الحاجة لوعي وطنيّ وخطاب مسؤول، يستند إلى الحقائق ويسقط الأوهام .المصلحة الوطنيّة العليا تقتضي الحوار من منطق تعميق القواسم المشتركة بين مكوّنات الوطن، والإبتعاد عن نهج الإصطفافات على قاعدة الإستقواء والإستئثار. لقد جرّبنا هذا المنطق، وأدركنا عقمه، وويلاته، وعلينا الإستفادة من تجاربنا.
 
 
اضاف: لسنا أصحاب مقاربات مذهبيّة، ولن نكون، لكنّنا أصحاب قناعة راسخة بأنّ الحرص على لبنان ينطلق أوّلا من الحرص على دور وحضور وحقوق كلّ مكوّناته تحت سقف الدولة والمؤسّسات. وإنّنا ومن موقعنا الوطنيّ المدرك بعمقٍ لعوامل قوّة لبنان وإستقرارِه وسلمه الأهليّ والمصلحة الوطنيّة العليا، لم ولن نفرّط بحقوق ودور وحضور السُنّة في لبنان، الى جانب حقوق  الطوائف الاخرى، وسنبقى متمسّكين بها حرصاً على لبنان وبقائه وديمومته.
 
 
وقال: إن المتأمل بالقرآن الكريم يجد أنه رسم لنا منهجاً في الوسطية في شتى جوانب الحياة، بل ونرى أن القرآن يحارب الافراط والتفريط والغلو والجفاء، وهذا ما نتمناه من الحفظة الكرام خصوصاً في خضم الحملات التي تريد تشويه ديننا الحنيف ووسطيته.
 
 
ولأن الوسطية هي صنو للاعتدال وحماية من الجنوح نحو التطرف، فانها غدت النهج الذي من خلاله نستطيع مواجهة ظاهرة التطرف التي اقتحمت باشكال مختلفة منطقتنا، واربكت دولها وانظمتها واحرجت شعوبها .واذا كان ثمة من يرى في التطرف خياراً واسلوب عمل يرتكزان على تعاليم الدين، فإننا نرى في المقابل ان هذه المقولة لا تستقيم لان الرسالات السماوية، على تعددها، تأمر بالاعتدال وتنهى عن التزمّت وتنادي بالتسامح، وتدين العنف الذي يستخدم تعاليم الدين لتبرير نفسه.
 
 
وختم بالقول: ايماناً منا بدور القرآن الكريم فاننا ندعم كل نشاط قرآني يخدم هذا الهدف النبيل. وتتويجاً لما تبنيناه وبدأناه، وحفاظاً على الصورة المُشرقة لوسطية القرآن في لبنان، وخصوصاً في طرابلس، فاننا نُعلن عن اطلاق جائزة عزم طرابلس الدولية للقرآن الكريم حفظاً وتلاوة وتفسيراً، وبمباركة صاحب السماحة مفتي الجمهورية اللبنانية، لتكون مدينتنا سفيرة القرآن على منهج الوسطية والاعتدال، كما كانت من قبل مدينة العلم والعلماء ومدينة العيش الواحد والأخاء.

مفتي الجمهورية

 
 
وقال المفتي دريان في كلمته: "إن مسيرةَ القرآنِ الكريم في الإسلام هي مسيرةُ الإسلامِ بعينها، كيف لا، والقرآنُ الكريمُ هو الدستورُ الأول، والمصدرُ الأساسيُّ للتشريع الإسلامي، إن أولَ آياتٍ كريماتٍ نزلت من القرآن الكريم كانت تحثُّ على العلم، وأولُ العلوم ِوأشرفها هو ما يتعلق بهذا الكتاب الكريم حفظاً وتلاوة وتفسيراً وفقهاً وعملاً، من هنا أقبلَ المسلمون الأوائل وحتى يومنا هذا وحتى قيامِ الساعة إن شاء الله على الإقبالِ على مائدةِ القرآنِ الكريم كي ينهلوا من هذا المعينِ الذي لا ينضب، كيف لا وهو الكتابُ الكريم".
اضاف: "إننا في دار الفتوى ومؤسساتها حريصون كلَّ الحرصِ على النهوض بمراكز خدمة القرآن الكريم على مساحة الوطن، وحريصون على تشجيع أبنائِنا وبناتِنا على ضرورةِ الإقبالِ على هذه المراكز، وقد أصبح لدينا في لبنان والحمد لله العددَ الكبير من مراكز خدمة القرآن الكريم، كما أصبح لدينا أيضاً الكثير من حفاظ وحافظات كتاب الله عز وجل، كما أنه قد أصبح والحمد لله لدينا شيوخ قراء لهم مكانتهم في لبنان، ولهم حضور ومشاركة فاعلة وفعالة في مسابقات حفظِ وتلاوةِ القرآنِ الكريم على صعيدِ التحكيم في مبارياتِ القرآنِ الكريم في العالمين العربي والإسلامي".
 
وقال: " أسألُ اللهَ تعالى أن يجعلَ القرآنَ الكريم ربيعَ قلوبِنا، وجلاءَ همِّنا وغَمِّنا، ونورَ أبصارنا، اللهم علمنا القرآنَ وذكرنا منه ما نسينا، وخَلِّقْنَا به، وهبْ لنا حُسْنَ تلاوتِه، وحسنَ الفهم ِله، وحسنَ العملِ به".

وتوجه بالشكر الى الرئيس ميقاتي على دعمه ومساندته لمراكز خدمة القرآن الكريم .
وكان استهل الاحتفال بكلمة لشيخ قراء بيروت الشيخ محمود عكاوي باسم مراكز خدمة القرآن الكريم في لبنان، وجاء فيها: "نجتمع اليوم لتكريم ثلة من الحفظة لكتاب الله تعالى، برواياته المتعددة وقراءاته الصحيحة المتواترة، في بلد الحفظة، في بلد العلم والعلماء، في بلد الرجولة، في بلد الإيمان، في بلد الشهامة، في بلد النخوة، في طرابلس الفيحاء. وحينما نقول القرآن الكريم، فإنه ذلك يعني اتباعه، واتخاذه دليلاً وقائداً ومرشداً وهادياً يقودنا إلى الله سبحانه".
 
 
وفي الختام تم توزيع الشهادات والاجازات على الحفظة والحافظات.

موقع تريبولي نيوز الإخباري 
     
www.tnnlb.com