2016/07/22

٧١٣ يوما على أسر الأسود.. فهل هناك بارقة أمل ؟

محمد يوسف، علي الحج حسن، ابراهيم مغيط، خالد

حسن، حسين عمار، عبدالرحيم دياب، سيف ذبيان، مصطفى وهبة وعلي المصري، تسعة عسكريين لبنانيين مخطوفين لدى "داعش"، منذ معارك عرسال في٢  آب ٢٠١٤.

عامان مرا ولم يلمس أهاليهم من الدولة اللبنانية أو المعنيين، شيئاً إيجابياً في ملف تحريرهم، خاصة وأنَّ "المفاوضات توقفت ولا معلومات حديثة ذات مصداقية المفاوضات تتم بالتعاون مع الحكومة عبر المدير العام للأمن العام اللواء عباس  ابراهيم"، قال "إلى الآن لا معلومات واضحة لكن في الوقت نفسه لا مكان لليأس، نحن جاهزون لاعادة بدء المفاوضات في حال قدمت لنا أية معلومة أو دليل ملموس عن مصيرهم". 
وفي السياق قال 
حسين يوسف والد الجندي الأسير لدى "داعش" محمد يوسف، عبَّر بدوره، عن وجع الأهالي الذين ينتظرون أي خبر يُطمئنهم عن مصير أبنائهم منذ أكثر من ٧١٣ يوماً. 
وأكَّد  أنَّ "المفوضات أو المحاولات والاتصالات غير المباشرة مع "الدولة الإسلامية" بلسان اللواء ابراهيم حتى هذه اللحظة لا زالت مبهمة ولا يوجد أي تطمينات ايجابية أو سلبية منذ لا يقل عن السنة وسبعة أشهر ونيف، على الرغم من كل محاولاتنا كاهالي على كافة الأصعدة وبكل الطرق. وعند سؤال اللواء ابراهيم يكون الجواب لا شيء حتى الآن.
أضاف "إلَّا اننا يتسرب الينا بعض الاخباريات من وسطاء بأنَّ العسكريين لا زالوا على قيد الحياة، لكن لا نستطيع التمسك بكل ما نسمع طالما انها غير مقرونة بأي دليل يؤكد صحة هذه الاخبار ويبقى الخوف والقلق دائم بكل لحظة تمر من ايامنا".
يوسف الذي تحدث عن مرارات الأيام التي تمرّ بغياب فلذات أكباد اهالي الاسرى، بعد الذي عاشوه من ليالٍ سوداء ينتظرون فيها أي خبر إيجابي، كشف أنهم قرروا اعادة تحركهم تزامناً مع دخول مصير العسكريين التسعة سنته الثالثة.
وقال "على الرغم من قناعتنا بأننا نعيش في كنف دولة فاشلة لا تستطيع حل ابسط مشاكل المواطن اللبناني، الَّا من خلال صفقات وتوجهات سياسية، لم يعد لدينا ثقة لنوجه لهكذا دولة رسالة سوى أن نقول للسياسيين اتقوا الله في مواطنيكم واتقوا الله وحثوا ضمائركم واعملوا ولو لمرةٍ واحدة بضميركم لتحرير العسكريين التسعة، فإعادتهم ستعيد لكم شيئاً من كرامتكم واعتباركم، فلا تتخاذلوا ويكفينا تخاذلاً وتجارةً بارواح المواطن واستهتارا بعسكريين ما بخلوا يوماً بدمائهم وارواحهم وحريتهم في سبيل حمايتكم والحفاظ على كرامتكم. قد آن الأوان لأن تعملوا وبكل الطرق لاعادة العسكريين المخطوفين ليعود للدولة هيبتها وكرامتها". 
في المقابل، وعد رئيس "التيار الشيعي الحر" الشيخ محمد الحاج حسن شقيق الجندي الأسير علي الحاج حسن، بـ"كشف المستور في ٢ آب". وقال ليس هناك أية مفاوضات مع "داعش" بل هناك سماسرة لعبوا بمشاعر الأهالي وحاولوا اللعب مع الدولة والنتيجة كانت اننا كنا في سراب ولا شيء يدل على مصير العسكريين وبقاءهم على قيد الحياة" .
وقال إنَّ "الدولة قصرت كثيراً ونحن وقعنا في خديعة سنكشف عنها لاحقاً، والملف جمد والسياسة أضعفته وكنا نتمنى أن تكون الدولة معنا واضحة وجدية وأن تبعد الحكومة هذا الملف عن التجاذبات. سنتان كوتنا فيها لوعة الفراق والسلطة السياسية تنعم بالرفاهية، عوائل الاسرى يدفعون ثمن مغامرة المؤامرة التي بدأت في ليل ٢ آب (٢٠١٤) ومن يظن أنَّ الأمور ستكون طبيعية وما فات مات يكون في قمة الغباء".
وكشف الحاج حسن أنَّ "الأسرى خدعوا ولم يأسروا بل سلموا تسليماً، وستاتي اللحظة التي نتحدث فيها بتفاصيل ما جرى ، مُضيفاً ٢ آب هو يوم العار على كل متقاعس ومتآمر ومتخاذل وعندما نقرر فتح هذا الملف رؤوس مهمة ستطرقها عدالة المحكمة، نحن حتى الآن نطالب بكشف مصير كل العسكريين".
الحاج حسن الذي لفت الى أنهم ناشدوا في الماضي رئيس النظام السوري بشار الأسد ويُكررون مُناشدتهم له اليوم للمساهمة في حل هذا اللغز، قال "لكن يبدو أن الموقف صعب والحكومة لا تجيد التصرف".
وإذ اعتبر أنَّ اللواء عباس ابراهيم شخص مسؤول وعقلاني لكن يبدو أنه عاجز عن فعل شيئ ، أكَّد هؤلاء أولادنا كل شيء مباح أمامنا حتى نعرف مصيرهم لكننا ننتظر كي لا يقال انتم تخربون على الدولة، لكن شمعة الأمل بعودتهم ستبقى مضاءة".
إلى ذلك، كشف الحاج حسن ، أنه أسس شركة للانتاج والتوزيع في أميركا وبدأ التواصل مع كتاب لصياغة نص لفيلم يحكي قصة العسكريين اسمه "أسر الأسود"، واعداً بانه سيكون عملا جبارا، وهو تكريس لذكرى الأسرى التسعة.
إذاً بعد مرور كل هذه الأيام بأوجاعها ومآسيها، هل من يسمع صرخة الأهالي لكشف مصير أبنائهم؟