2017/02/12

الشاعرة الحالمة فاطمة العتك : حالة عشق ... كحمامتين في عِش غرام ....

حالة عشق

             ............
طفلينِ كنا ...........كحمامتين في عشِ غرامٍ 
شاركتِ اﻷزهارُ براءتنا .......والطبيعةُ باركتْ بأجملِ اﻷلحانِ 
كنا وكانَ حياةُ قلبٍ .......حتى غدونا في عهدِ الصِّبا
وجاءَ الدهرُ يحاسبنا بقسوةٍ .......دونَ ذنبٍ أو جُرمٍ جنيناهُ
باعدتِ اﻷيامُ بيننا .......كأننا لم نكن ولم يكن هناك هُيامٌ
ورحلَ وبرحيلهِ رحلتْ روحي......ولم يبقَ منها إلا الحُطام
تنبعُ الدموعُ بنهرِ وجنتي ......ونهرٌ يجري وأنهارٌ 
لغيابكَ نارٌ ......قد فاقتْ كلَّ بركانٍ
يا عشقيَ الباقي ...... لولاكَ ما كانَ الهوى رمان 
أشدو شدوَ الطيرِ المهيضِ الجناحِ.....في لقاءِ سربٍ ضاعَ بينَ الغمامِ 
وترى النفسَ هائمةً .......كأنها روحٌ انسلت من كياني 
يا بردَ قلبي وحرهُ ......هل لكَ أن تشفيَ أسقاماً
جارَ الزمانُ عليَّ بحزنٍ .....فلم ترَ النورَ أبصاري 
ولم يعرفِ العزفُ لحناً ...إلا على أوتارِ أشجاني 
فالحزنُ يغمرُني ....كغمرةِ اﻷمِّ طفلَها الباكي 
برحيلكَ وجمَ قلمي ....وتاهت عني الحروفُ 
يا مقلةَ العينِ ...... إن عادتِ الحروفُ لي
كتبتُ لك شعراً ......وسكبتُ للدواوينِ حروفَ حناني
يراني اﻷنامُ بخطوةٍ ثملة ......ولا يعرفونَ أني بهواكَ فقدتُ إتزاني 
ترنو اﻷيامُ إلي بشفقةٍ ......وتحنُ ذاكرتي فتذكرُ غرامي 
قد سلبتَ قلباً وعقلاً .....كانَ للحكماءِ مرجعاً وبياناً
وتمضي السنونُ وأنا متأرجحةٌ ........بين هوىً يغوصُ في أعماقِ ذاتي
وبين عقلٍ لن يريدَ مرامي 
أيا حبيباً قد ظمىءَ العشقُ لكَ .......فهل لكَ من سقيا تروي أشجارَ أشواقي
ما عادتْ تسري الدماءُ بشرياني 
بل أشواقٌ تنبتُ أشواقاً......لبُعد التلاقي
ما ذنبُ الهوى إن لمته ...... وتركتَ اﻷقدارَ تعبثُ بزماني 
يا هوى النفسِ دونكَ ألمٌ .......لو كنتَ تدري ما ألمَّ بحالي 
لكنتَ شغوفاً رؤوفاً......بشغفِ حبيبةٍ 
من ذا الذي لم يمس الهوى جنباتِه........كمسِ الجنياتِ لطبعِ اﻹنسان
سأغدو في البلادِ باحثةً ......عن وليفٍ يرقدُ بظلِ فؤادي
يا حنايا القلبِ اصبري .... ...سيأتي يومٌ نلقى به اﻷحبابَ
لكلِ إنسانٍ في هذه الدنيا هوىً .........فمنهم من يلقى خله 
ومنهم من يقسو ......عليه الهجرانُ
لا تلومني إن تهتُ في البراري.....أجوبُ وأسالُ من رأى خِلي وبه وافاني
سأحفرُ قبري إن خلته ......فارقَ روحي وإشتياقي 
فالقبرُ لي جنةٌ ........ إن هوَ صدَّ عن ميعادي 
والقبرُ لي حياةٌ ....إن أتى وهو باكي 
ونادى أيا حبيبتي ......هل هانَ عليكِ الفراقُ
سأجيبُهُ بصوتٍ .....ولو من وراءِ الحياةِ 
أنا لكَ وإن لم يبقَ ........إلا رميمُ عظامي 
أشتاقكَ وأحبكَ ....وإن أكلَ الترابُ كياني 
تعالَ .....تعالَ إلي ﻷضمكَ .....كما تضمُ الروحُ اﻷنفاسَ 
هو الوفاءُ يبقى أبدَ الدهرِ ......ومن يخن ماتَ فيه اﻹنسانُ 
ما عدتُ أرى في العمرِ متاعاً وأنتِ بعيدٌ .......وأرى في القبرِ حياتي
        وأنا معكَ جنةُ الجنانِ 
........... بقلم فاطمة العتك