2017/03/19

رئيسة سفراء الشعر العربي في لبنان عايدة قزحيا : طريق الجلجلة .. المسيح صلبه اليهود مرة ، وانتم ...

طريقُ الجُلْجُلَةِ ...
المسيحُ صَلبَهُ اليهودُ  مرّةً ،وأنتم كلَّ يومٍ الشَّعبَ تصلبون...
لطالما سُئلتُ عمّا أريدُهُ من وطني وما يريدُهُ المُعُلِّمون ...
...؟؟؟...؟؟؟...؟؟؟...؟؟؟
...وكنتُ أُجيبُ:
طلبي غريبٌ ...وعجيبٌ منهُ قد تضحكون...
فهو لا يُمكنُ أنْ يُستجابَ ، لأنَّهُ لن يفهمَهُ المعنيُّون...
فأنا لا أريدُ درجاتٍ يتدحرَجُ من عِبْءِ ضرائِبِها المواطنون...
لا أريدُ حقًّا صرْنا فيهِ جناةً  لجريمةٍ تُرتكبُ بحَقِّ القانونِ...
لا أريدُ أنْ أدافعَ عن لقمةِ عيشٍ هم بها يتنعمون...
لا أريدُ أن تدمَعَ عَيْنِي أمامَ طلّابٍ جعلناهُم يؤمنون...
بأنّ العلمَ يقضي على الجهلِ ويُنصِفُ المغبون...
بل أريدُهُم أنْ يقفوا مكانَنا ساعةً واحدةً يدرِّسُون...
وطوالَ النهارِ وقسمًا من الّليلِ  مثلَنا يسهرون ويُفكرون... 
أريدُهُم  أنْ بينَ عملِ الآلةِ و عملِ الفكرِ والإحساسِ يميّزون...
أريدُهُم ...أريدُهُم 
لو يفهمون . .?
أنَّ مَنْ لا يستطيعُ أنْ يشتريَ الخبزَ ، ال "Petit four "طعمَهُ لا يعرفون...
أقولُ لِمَنْ كلامَنا وشكوَانا وعالَمَنا لا يفقهون...
مجانًا أحلامَنا تقطفون...
وعرقَنا فيهِ تسبحون...
ودماءَنا تمتصُّون...
وكخمرةٍ بهِ تَتَلذَّذُون...
وحصادَ فكرِنا ونتاجَهُ تعتصرون...
فحبّذا ...حبّذا...
لو عن زَهْقِ أرواحِنا تتوقّفون...
ولكنْ لا يسعُني إلّا أنْ أردِّدَ معَ آلامِ المسيحِ :
 " أُغفُرْْ لهُم يا أبتاه لأنَّهم لا يدرونَ ماذا يفعلونَ"
     .     (عايدة قزحيا)