2017/04/30

مينا في عيد العمال : ما احوجنا لاستعادة الزمن الغابر

مينا في عيد العمال: 
ما أحوجنا لاستعادة الزمن الغابر.
====================
 👈 لمناسبة الأول من أيار أصدر رئيس جمعية بناء الإنسان الخيرية مدير عام و رئيس تحرير جريدة بناء الإنسان الأخ ربيع مينا البيان التالي :
👈 يعود عيد العمال في الأول من أيار من كل سنة إلى العام 1886، عندما قام عمال مدينة شيكاغو في الولايات المتحدة الأميركية بالإضراب حيث كانوا يُطالبون بتحديد ساعات العمل بثماني ساعات في اليوم. وقد افتعلت الشرطة "مسرحية" انفجار قنبلة وبدأت بإطلاق النار والقبض على العمال المُضربين الذين حوكموا في أبشع محاكمة في تاريخ القضاء، وصدر بإعدام سبعة من زعماء العمال.
وبينما كان الجلاد يُنفذ حكم الإعدام، كانت زوجة أحد العمال (أوجست سبايز) المحكوم بالإعدام تقرأ خطاباً كتبه زوجها إلى ابنه الصغير جيم، جاء فيه:
"ولدي الصغير عندما تكبر وتصبح شاباً وتحقق أمنية عمري ستعرف لماذا أموت... ليس عندي ما أقوله لك أكثر من أنني بريء... أموت من أجل قضية شريفة، ولهذا لا أخاف الموت، وعندما تكبر ستفخر بأبيك وتحكي قصته لأصدقائك".
👈 منذ ذلك التاريخ تقرر اعتبار الأول من أيار عيداً عالمياً للعمال في معظم بلاد العالم ومنها لبنان حيث خاض عماله نضالات واسعة منذ عقود في وجه السلطة الحاكمة التي خضعت أحياناً لمطالبهم وفي مقدمها تشريع النقابات الخاصة بهم وإنشاء الإتحاد العمالي العام، وواجهتهم أحياناً كثيرة وأنكرت عليهم حقوقهم، حتى أن غالبية العمال لا ينعمون بالإجازة المدفوعة الأجر في هذا اليوم الذي أضحى عيداً للموظفين، خاصة في المؤسسات العامة، في وقت لا علاقة للعمال بهذا العيد الذي إن لم يشتغلوا فيه لا يستطيعون تأمين لقمة عيش عيالهم.
 👈 الأنكى من ذلك أن الإتحاد العمالي العام الذي كان يقود التحركات المطلبية قبل عقود جرى تسييسه وإفراغه من مكانته ودوره الذي يفترض أن يلعبه إلى جانب الحركة العمالية، وصار الإتحاد أداة بيد السلطة أو القوى السياسية الحاكمة، بعد أن جرى تمزيقه، وكذلك الأمر بالنسبة للنقابات العمالية ولنقابات المهن الحرة التي أضحت رهينة الإرادات السياسية.
في الزمن الماضي، وتحديداً قبل الحرب الأهلية عام 1975 كان الإتحاد العمالي العام المؤسسة النقابية الأقوى والأكبر والأكثر قدرة على تجييش الشارع والرأي العام، أما في أيامنا هذه فإن العمال أضحوا أيتاماً بلا حول ولا قوة من جهة، كما أن الكثير من العمال تحوّلوا إلى أدوات يستخدمها السياسيون لمصلحة أجنداتهم السياسية والطائفية والمذهبية، وصار بمقدور أي حزب تحريك الشارع كيفما يشاء بينما لم يعد رغيف الخبز يُحرّك ساكناً لدى أصحاب الأفواه الجائعة.
👈 وبحلول عيد العمال، أو كما تسميه الدولة اللبنانية "عيد العمل" ما أحوجنا لاستعادة العصر الذهبي الغابر، ما أحوجنا لاستعادة الإتحاد العمالي والنقابات الأخرى وتحريرها من أسر أهل السياسة، وما أحوجنا لصوت العمال يهدر في الشوارع مطالباً بالحقوق المغتصَبة.
👈 في الأول من أيار، كل عام وأنتم بخير يا عمال لبنان والعالم، نرددها ونقول: "يا عمال العالم اتحدوا .. يا عمال لبنان أفيقوا من سُباتكم العميق".