2017/04/26

هكذا تخلت الدولة عن محمد المير الذي استحق لقب العبقري الاول في العالم

هكذا تخلّت الدولة عن محمد المير الذي أبهر العالم بعبقريته !
انتشر على مواقع التواصل الإجتماعي في الساعات القليلة الماضية فيديو، بطله محمد المير أو عبقري طرابلس الذي سجّل الإنجاز تلو الآخر في الحسابات الذهنية الفورية، واستحق لقب "العبقري الأول في العالم" وهو في العاشرة من عمره، ويظهر الفيديو مشاركة محمد في مسابقة في ألمانيا في شباط الماضي وتفوقه على أربعة أساتذة. الفيديو ليس جديداً ولكن إعادة نشره بعد مرور أكثر من شهر على اشتراكه في المسابقة ، يعود إلى ترجمته للغة العربية للمرة الأولى، بحيث حقق الفيديو انتشاراً واسعاً في لبنان والعالم العربي.

محمد المير كان قد ذاع صيت عبقريته قبل سنوات وفي أكثر من مسابقة عالمية، إحداها عندما فاز في المرتبة الأولى عام 2014. وبعدها استكمل تحليقه في فضاء الإبداع العالمي وأثبت من لبنان واليابان وألمانيا أنّ عبقريته لا حدود لها، بحيث سطّر الشهر الماضي إنجازه الرابع، في البرنامج الأكثر شهرة في ألمانيا في مسابقة للمهارات بعنوان "الصغير يتحدى الكبير" على قناة ARD الألمانية، وتحدّى أربعة أساتذة متخصصين في العمليات الحسابية وتفوق عليهم جميعاً، باستخدام تقنية (abacus system)، فأبهر المشاهير الألمان وكل من شارك في البرنامج ومن شاهده حول العالم، بعدما تمكّن بدقيقة وست وعشرين ثانية من جمع مئتي رقم، أسرع بأربع مرات أكثر من المتخصصين في هذا العلم ، وقبل أن يجمع أستاذ واحد خمسين رقما فقط. كما نجح في مسابقة أُجريت في ألمانيا بتنفيذ 350 عملية حسابية ، بحيث يظهر على شاشة الكومبيوتر أمامه رقمين كل 5 أجزاء من الثانية، أمام لجنة تحكيم دولية للحسابات الذهنية.

وفي العام 2014 فاز محمد بلقب العبقري الأول في العالم في بطولة العالم للحساب الذهني التي جرت في ألمانيا أيضاً، وحصل على معدل علامات بلغ 1455 علامة من أصل 1500، بفارق كبير بلغ 322 علامة عن الفائز بالمركز الثاني .وفي العام 2012 شارك بمسابقة acmas وربح المركز الأول ، وعام 2013 ربح معهم رحلة الى اليابان ، وشارك في دورة تدريبية.

"لبنان 24" اتصل بمحمد المير في منزله في طرابلس بمناسبة انتشار الفيديو على نطاق واسع، فكشف لنا أنّه ومنذ سنتين ونصف يتدرب وحده في منزله على برنامج ACMAS، ورغم تفوقه غير المسبوق في الحسابات الذهنية وقدرة التركيز العالية التي يتمتع بها يقول محمد "شعور رائع النجاح الذي حققته، ولكن العملية الحسابية تبقى بالنسبة لي هواية، أمّا مستقبلي المهني فأتمنى أن يكون في خدمة المجتمع، هذا ما أطمح له".

وعن الإختصاص الذي يرغب بدراسته قال "لم يتكون بعد تصور لديّ حول الإختصاص الذي سأدرسه، الوقت ما زال مبكراً، وبطبيعة الحال لن أتوجه إلى المجال الأدبي أو العلوم الطبيعية، بل إلى إلى المجال العلمي".

محمد المير الطالب في مجمع العزم التربوي فخور بالصورة التي استطاع أن يقدّمها للعالم أجمع عن مدينته طرابلس، "في المرة الأولى التي غادرت فيها طرابلس إلى ألمانيا، كانت مدينتي تعاني من مشاكل أمنية كبيرة، وتفوقي أعطى صورة إيجابية عن مدينتي، وتمكنت أن أثبت للعالم أنّ طرابلس ليست مدينة للإرهاب ولا للحروب، بل هي مدينة للعلم والتفوق في شتى المجالات. أمّا مدرسة العزم فقدمت لي دعماً كبيراً، فالدولة اللبنانية وعبر مجلس الوزراء وبعد حصولي على المرتبة الأولى عالمياً في العام 2014 قررت تغطية تكاليف دراستي بصورة كاملة وبجميع مراحلها، ولكن هذه المنحة التعليمية من الدولة لم تترجم، ولم تُعط لي المنحة لغاية اليوم، إلا أنّ الرئيس نجيب ميقاتي تكفّل بتكاليف الأقساط المدرسية، وقدمت لي إدارة مدرسة العزم إلى جانب الدعم المادي هذا، دعماً معنوياً وحفل تكريم".

سألنا محمد المتفوق في بلاد العالم عن خيبته من دولته التي تجاهلت عبقريته وتراجعت عن منحة هي أبسط مكافأة رمزية يمكنها أن تقدّمها لموهبة استثنائية بحجم موهبته فقال "لا أرغب في الحديث في السياسة ، كنت أعتقد أنّ من يعد يفي بوعده، وإلى اليوم لا أعرف سبب تراجع الدولة عن المنحة، ولكن من دون شك فإن الدولة ووزارة التربية في حينه، قدمت لي صورة غير جيدة عنها، وربما هذه المنحة أو قرار دعمي ليس الوحيد الذي تخلفت الدولة عن القيام به، فهي ولأعوام طويلة بعيدة عن الضوء والشمس".

وفي وقت تتسابق حكومات الدول على استقطاب الأدمغة، نشهد في لبنانا ساعات لا بل أزمنة من التخلي عن إبداعات اللبنانيين، ونضع ما حصل مع محمد المير برسم وزير التربية مروان حمادة علّه يتكمن من ترجمة وعد سلفه، ولو أنّ عبقرية محمد المير العابرة للحكومات وجغرافيتها لن تقف عند حدود منحة من هنا أوواجب رسمي من هناك، فنجم محمد المير يَسْطعْ في فضاءات كونية عالمية