2017/06/07

ديانا مينا : المواطن يظلم المسؤول حين يتهمه بالتقصير ...

ألو ... المسؤول مشغول ؟!


بقلم ديانا مينا
=====
بلد العجائب ... دائما مشغول 

الرسالة اذا وصلت ترمى ...او توضع ...

اصحاب المعالي والسعادة مشغولون..هذامؤشر خير

المواطن يظلم المسؤول حين يتهمه بالتقصير

 يستقبلون المراجعين  في مكاتبهم ومنازلهم ...

موسم الانتخابات ... وبعدها على الوعد يا...

أبواب موصدة .. وهواتف مقفلة .. لانتخابات جديدة 


البلد ليس بخير والازمات السياسية والاقتصاد والاجتماع أغرقته 

تسلم المسؤولية امانة كبرى 

هل المسؤولية هي زعامة او وجاهة والقدوة...الحسنة 

بأحسن الأحوال عيش ياكديش لينبت الحشيش 
هذه حالنا 

لبنان بلد الغرائب والعجائب، ومن بينها إستحالة التواصل المباشر بين المواطن والمسؤول وكأن بينهما سداً منيعاً، فإذا جربت الإتصال بمعاليه أو سعادته أو حضرته يردّ عليك السائق أو المرافق وفي أحسن الأحوال السكرتيرة، ويكون الجواب دائماً: معاليه... سعادته مشغول، عنده إجتماع، يستقبل وفداً، وفي معظم الأحيان يسألك المجيب ماذا تريد؟
أما إذا اتصلت بالوزارة أو الدائرة عليك الإنتظار طويلاً قبل أن ينقطع الإتصال أو تأتيك إشارة الفاكس، وإذا كنت محظوظاً تجد من يجيبك ولكن، يحوّلك من شخص إلى آخر، إلى ثالث، إلى رابع، حتى تصل إلى السكرتيرة، فيكون الخط قد انقطع، أو حضرتها لا تجيب، أو خطها مشغول... والمشكلة أنك، في طرابلس، إذا سألت موظفاً عن قضية ما لنشرها في وسيلة إعلامية يكون الجواب: يجب توجيه رسالة رسمية إلى الإدارة المركزية لتعطي الإذن لهذا الموظف بالتصريح، وقد لا تصل الرسالة، وإذا وصلت ربما تُرمى في سلة المهملات أو توضع على الرفّ، وفي أحسن الأحوال "عيش يا كديش تينبت الحشيش"، وعليك الإنتظار دون جدوى!
واللافت أيضاً أنك حين تطلب رقم سعادته الخاص تظهر على شاشة هاتفك صورة السكرتيرة فتحتار إذا ما كنت أخطأت في طلب الرقم، أو تتساءل هل هو رقم صاحب السعادة أم صاحبة السعادة.
وإذا كان أصحاب المعالي والسعادة مشغولون إلى هذه الدرجة فإن ذلك مؤشر خير، وأنهم يجهدون ويتعبون من أجل المواطن، وأن البلد بألف خير، وأن المواطن يظلم المسؤول حين يتهمه بالتقصير وبأنه يقبض معاشه من أموال المكلفين دون مقابل!
بينما يقوم بعض المسؤولين على استقبال المراجعين في مكاتبهم وبيوتهم ليوم أو يومين في الأسبوع، ليس من أجل تلبية طلبات المواطنين، بل لإحداث همروجة خاصة في مواسم الإنتخابات، وبعدها "على الوعد يا كمون"، وبعد الإنتخابات يغلقون أبوابهم في وجه المواطنين كما يقفلون هواتفهم إلى أن يأتي موعد إنتخابات جديدة.. وهكذا!
ولأن البلد ليس بخير بتاتاً فهو غارق في أزماته السياسية والإقتصادية والإجتماعية.. باستطاعتك القول أن المسؤول في برجه العالي منفصل أو منعزل تماماً عن المواطنين وأنه لا يقوم بواجبه أبداً، وأنه اتخذ من منصبه وسيلة ليحلّق عالياً بعيداً عن المواطن وهمومه!
أيها السادة إن المسؤولية تكليف وليس تشريفاً، وفي حديث الخليفة العادل عمر بن الخطاب رضي الله عنه خير عِبرة ومثال: "لو أن دابة تعثرت في العراق لسُئل عنها عمر يوم القيامة لما لم تُعبّد لها الطريق".
لقد كان السلف الصالح يتريّب تسلّم المسؤولية لأنهم كانوا يدركون أنها أمانة كبرى، أمانة تنوء من حملها الجبال العاتية، أما في زماننا فالناس يتزاحمون ويدفعون أموالاً طائلة ليصلوا إلى كرسيّ الزعامة والوجاهة وليس كرسي المسؤولية!
هذه هي القدوة الحسنة التي عليكم أن تقتدوا بها وأن تنزلوا من عليائكم فأنتم مسؤولون أمام الله والناس، فاتقوا الله في هذا الشعب المغلوب على أمره والمبتلى بكم!