2017/09/09

الدكتور جيلبير المجبر : ان الزمن الذي نحيا فيه مشبع بروح المادة اكثر من اي وقت مضى...



إن الزمن الذي نحيا فيه مشبع بروح المادة أكثر من 
اي وقت مضى.

لقد سقط الإنسان بعبادته لذاته بدل عبادته لله، ومعه سقطت كل  القيم الإنسانية، حيث الإنحراف في القيم والتفلت من أية قيود أخلاقية، فضلاً عن الأفكار الشريرة التي تداهم الإنسان أمام شهوة الجسد والمجد الباطل وكثرة التجارب والاغراءات بالشر.

نحن الذين على هذه الأرض المباركة نفتقد نعمة موهبة المحبة، وحيث أن الخطيئة   السهلة محيطة بنا وبكثرة تصل حد الفضيحة!

الميل إلى اللذة وحب المال والتسلط على الآخرين هما شغل حكامنا الشاغل، وهذا ما يقودهم إلى التقصير في القيام بواجباتهم ويحول دون حصول أي إنتاجية تُذكر في العمل.

السلطة هي فعل محبة وتواضع وصبر، وليس تسلط بالقوة والقيام بالأعمال الغير مشروعة من نهب للمال العام وفساد واغتصاب للسلطة كما هو حاصل منذ عقودٍ خلت، ولا محاسبة ولا من يحزنون. 

من أولى واجبات المسؤول خدمة الشعب وليس العكس،  والحكم عندنا مقصر في هذا المجال، لا بل متجاهل في حده الأقصى. 

لم يضطلع بواجباته  بتحمل المسؤولية التي تفرض عليه بذل كل جهد ممكن لتحقيق النجاح في المهام الموكلة إليه، وهو في النتيجة مسؤول بشكل مباشر او غير مباشر عن الشر الموجود في المجتمع نتيجة عجزه وتقصيره في القيام بواجباته.

من هنا نرى نرى أهمية ان تكون جلسات مجلس الوزراء ورشات عمل عن حق وليس لتصفية حسابات او لتمرير صفقات كما يحدث، إذ أن  كل شيء يتم بسحر ساحر وبكبسة زر عندما يرسم أصحاب السلطة لمصالحهم، أما مصلحة الوطن والشعب، وبناء دولة المستقبل، فكلها أمور صعبة للغاية، لا بل مستحيلة.

ان هذه السياسة الخاطئة والبعيدة عن الحكمة قد أدت إلى تدهور الأوضاع الداخلية وإلى فقدان الثقة بين الشعب والحكم.

هذا هو واقعنا فساد وإفساد، وسوء إدارة لشؤون الدولة والناس.

ومما لا شك فيه أن الحكم مقصر في كافة الملفات.

ويحق لنا التساؤل: إلى متى سنبقى نعيش في غربة عن هذا الوطن الذي قدسه الله، متمسكين بأهداب أشخاص ضمائرهم مثقلة بالآثام وفقدوا الإنسانية...؟؟؟

لبنان الرسالة بتعدد طوائفه  وغناه الثقافي والفكري والعلمي يجب ان يبقى منارة نور وحضارة في هذا الشرق وفي العالم..

فهل من يتّعظ!