2017/11/22

الشاعرة الاديبة نجاح ابراهيم : اهيئ نفسي وكأني إليك قادمة أترك الباب مفتوحا ...

/قادِمة /


أُهَيّئُ..

نَفْسي وكأنّي إليكَ قادِمَة!

البَابُ أترُكهُ مَفتوحاً

لخُطى جُفوني

أُهامِسُ حقيبتي المستفزّة

وثيابي الجَديدة

وحروفاً على شفتي وليدة

أملأُ شوارعَ قلبي 

بالعَصَافير والضّحكات

ورنينِ أقدامٍ حالمة

أُعَبّئُ..

رئتي بشهيقٍ مُعَطّر

يهزُّ في الهواء حنطةَ الرّوحْ

أَعتلي صَهوة الصّباحات

أغسلُني بنداهَا من غَضَبي

وأُطهرُ مِعطفي من بقعِ 

عَصْرٍ تَهرّأ من الفاسدين

وأوسمةِ المهزومين والخيبات

أُبرّئُ..

ذمّتي من خيانات

ما بعدَ العشاءِ الأخير

ومن زمانٍ يلتحفُ بالعفّة

فيدفعُ نساءَه لتأكلَ ..

لن أُكْمِلَ

ففي حلقِ " الكُسَعي" غُصّةٌ

وشوكٌ وسِفرٌ مَريرْ

أُبرّئُ وَجَعي

من بلادٍ أرهقها قتلٌ

تلوّى في خاصرتِها كالسّعيرْ

حتى إذا صَار الدّمُ طوفاناً

لاذتْ بقهرِها 

والقهرُ أرتالٌ عندَ عرشِ القَديرْ

أبرّئُ صَبري 

من ظلامِ ليلٍ

طويلْ

لأجيئَك نَاراً 

أُدفِئُ

عناقيدَ قلبكَ الجَامِدة

من شدّةِ الانتظار

أبتدئُ..

كآلهةِ الخِصْبِ

قلوبُها وَهجٌ وجُمّار

بقياماتٍ فَاغمة..

ما بكَ؟!

ترّيثْ،

لا تُطفئ الشموع

ولا تطوِ المرايا

إنّي حَقاً قادمة.