2017/12/14

مديرة مكتب الشبكة العربية في اميركا غادة ابو مطر : اللغة الام والتواصل الاجتماعي ...صراع لغوي يهدد لغتنا العربية

اللغة العربية والتواصل الإجتماعي


اللغة العربية واللغة الموازية أو لغة الفايسبوك (صراع لغوي يهدد لغتنا العربية )
تشكل اللغة بشكل عام رمزآ لهوية كل إنسان ومعلمآ من معالم حضارته ووسيلة للتواصل مع الآخر.
اللغة العربية أقوى وأكثر تماسكآ من أي لغة أخرى علينا أن نحافظ عليها وأن لا نشارك في الإساءة لأن آعتماد هذه اللغة يعتبر تهديد لمصير اللغة العربية وتلقي بظلال سلبية على ثقافة وسلوك الشباب العربي بشكل عام  .
مصطلح جديد يطغى على اللغة العربية من خلال مواقع التواصل الإجتماعي ألا وهو لغة الفايسبوك تتميز هذه اللغة بوحود مصطلحات يتقنها مستخدمو الإنترنيت عبر التواصل والمحادثات فتحولت اللغة العربية إلى مزيج من لفظ عربي يكتب بأحرف لاتينية ورموزآ وأرقام ليشكل لغة جديدة مصطنعة إذا صح القول أو موازية كما سماها البعض اضافة الى تسمية أخرى مثل (الفرانكو -آراب ) وشاعت في الإنترنيت بإسم ( الشات ) هذه اللغة مصطنعة مكونة من كلمات عربية وأخرى بأحرف لاتينية وأستخدام الأرقام من (١-٩ ) للتعبير عن بعض الأحرف يشكل تحديآ ذاتيآ وخطيرآ في تشويه اللغة العربية ودون التفاف إلى مخاطرها وتأثيرها بمرور الزمن لها آنعكاس بعيد المدى ليس على اللغة بحد ذاتها إنما على الشباب العربي المستخدم لتلك اللغة!!
من ناحية أخرى تباينت آراء مستخدمي شبكات التواصل الإجتماعي بين مؤيد لها ورافض ومنهم من وقف موقف الوسط فالبعض يبرر تلك الظاهرة بأنها وسيلة آتصال سريعة الإيقاع والمختصرة للتعامل بين الناس ومن جهة أخرى لاسيما اساتذة اللغة العربية يعتبرون هذه الظاهرة بالشاذة نوعآ ما !
اما اذا عدنا تاريخيآ لمثل هكذا ظاهرة نجد ان الكتابة بالعامية والخط اللاتيني بدأت منذ نهاية القرن التاسع عشر في وقت كانت تعاني الدول العربية من ضعف وشتات وكانت الدول الغربية تسعى لآقتسام تركتها ومحاربة اللغة العربية !
الوقاية من هذه الظاهرة والتي انا شخصيآ اعتبرها (العربية المشوهة ) يجب تكثيف الجهود للنهوض بالشباب من الضياع ومن تدمير لغتنا العربية إضافة إلى المؤسسات التعليمية التي تلعب دورآ مهما وبارزآ في تثقيف الأجيال الصاعدة بالرغم أن الإنترنيت أصبح واقعآ ماديآ وملموسآ لا يمكن إغفاله ...
الجدير بذكره إن منظمة اليونيسكو منذ قرابة ال ١٦عامآ تحتفل باليوم العالمي للغة الأم من أجل الحفاظ عليها والعالم أجمع يعتز بلغته الأصلية اذأ  لنحافظ على تراثنا اللغوي ونعتز بلغتنا العربية ولا نقوم بتشويهها فالكتابة عبر التواصل الإجتماعي يجب ان تكون باللغة الأصلية فقط دون سواها .