2018/07/24

مديرة مكتب الشبكة العربية بتونس ايناس سلامي : صاحب الارادة لا ينحني فكن صاحب بصمة في الحباة...



صاحبُ الإرادة لا ينْحني ، فكن صاحبَ بصمةً في الحيَاة 


___________________________________________________مديرة مكتب الشبكة العربية في تونس لمحة عن مسيرتي ... فلا تخجل وأمضي 

سفيرة الشعر العربي  إيناس سلاّمي 
 بتونس تكتب : لمحة من مسيرتي .. فلا تخجل و امضي في سبيلك ، اليوم خُلق لك و الغد سيكون ملكك " 
....... 

" بَصمتُك في الحياة ... لا تتركيها تسير هباء ! "

تردّدت هذه العبارة على مسمعي و انا لم اقضِ اللبانة من سني بعد ! 

إنغرس وقعها بداخلي و ترك أثرا لم تمحه السنين بل جعلته اكثر صلابة .

و السبب انها لم تكن مجرد عبارة ،  ألقاها احد المارة و إنما كان منبعها من أخبرني ايضا ان اكون فتاة ليست بنمطية و تنجرف نحو مخادع الحياة .. 
بل لا بد ان اكون صاحبة أسلوب خاص ، مواقف و اراء ، ـ شخصية تمثّلني ،أحلام ـ تتجاوز زوجا و بيتا ـ مهارات تتجاوز ـ فن المطبخ ! 

ان احب الرياضة و الا اقول انها تقتصر على ـ الرجال فقط ـ ان اكون عنيفة و الا اسمح لاحد ان يقلل من شأن انوثتي ان خضت معركة تتطلب مني ان اتحول الى محاربة نينجا ! 

هو ايضا اخبرني ان صوتي ليس بعورة ،و انه لا بد الا اخفي رناته ، اي ان أغني ، ان أصرخ ان اهتف به وراء مصدح و اوصل صداه الى الاف الناس ! ان اتكلم بلا تردد و بلا خجل ! ان ادافع بالحجة .. 

هو ايضا من اخبرني ان اكون قوية !! ـ أذكر جيدا اني هنا سائلته ان كان يعني ان اكون رجلا كي احظى بالقوة ! ـ 

اجابني و عيناه تنفيان اجابتي ! ان القوة ليست حكرا على الرجل ! فكم من رجل لا يكتسب من الشجاعة او الشهامة ذرّة رمل واحدة ! 

القوة لا تعني رجلا بل تعني انسانا صلبا ، يتجاوز مصاعب الحياة .. لا يطأطأ راسه مهما نالت منه الايام و قست  ! 

القوة تعني ان تكوني انسانا ذو همة ذو طريق ترسمه مخيلتك و أن تكوني انت صاحبة المركبة التي ستسير عليه ! 

إكتسبي عديد الاصدقاء و لا تحزني لفراقهم ان رحلوا بل قولي مضوا في سبيلهم و تركوا اثرا طيبا ، 

لا تقتصري على مصادقة الفتيات فاغلبهن لن يكن مثلك ،و ظروف عيشهن ستختلف عنك ، فالدلال المفرط و عدم تعلم المسؤولية سيجعلهن فاشلات و قليلات الطموح و لا اود ان تنقل العدوى لك ! 

لا تخجلي أبدا من الحديث مع الصبيان ، فذلك يكسبك مهارة الحديث و المصادقة و قد يمكنك الجنس الآخر من اكتشاف الحياة من زوايا مختلفة لكن كوني حذرة .. فالذئاب الجائعة في مجتمعنا الشرقي عديدة و ترويضها يتطلب فطنة و دهاء و شجاعة 

 لا تخجلي من ماض فقير من الاحداث و الانجازات و غني بالفشل و التردد  ، في مستقبل يتالق نجاحا و همم ! 

ببساطة يا بنتي ان تكوني الانسانة التي تريدين و لا تلك التي يصنعها المجتمع !
 نعم من القى محاضرة الحياة،في كل ما يهم دروس الدنيا و المضي فيها هو ابي 

اخبرني ايضا ان اكون مناضلة في الحياة  و النضال لا يعني به شن حرب ، و انما الصمود لكل العقبات .. ٬لا تخشي ففي عروقك تسري دماء الشجعان "  

فسلالة عائلتنا تبحدر من اسلال المناضلين ، فجدي مناضل يملك تاريخا ثريا بنزاعاته الوتيدة ، كما ان جدتي لم تكن اقل منه صرامة فكم مرة تحدثني عن مواجهاتها للعدو الفرنسي ايام احتلاله لتونس ،  فكانت تخفي اسلحة جدي داخل ثوبها و تواجه العدو بكلمات حازمة .. انه لا يحق له دخول بيتها و ان زوجها بريء .. و  ان اطفالها يشعرون بالخوف و لابد من مغادرة المنزل حالا !! 

لم تترد .. و ذلك فقط من اجل حماية من تحب ! 
ــ لطالما كانت عائلتي تخبرني اني اشبه جدتي ، في الخلق و الاخلاق ، فتراني احيانا اتسائل ان كنت و رثت منها هاته الصفات ــ إممم! ربما ! ــ

فيا ابنتي الوقوف بوجه من يعاديك إمر لا بد منه ! 

اليوم انت طفلة تلعب في رحاب الحقول ! و غد سيكون لك ابناء ان لم يكتسبوا الهمة منك كقدوة فمن منْ سيتمرسون الارادة للوقوف بوجه السيئات !


كلمات ابي  كنت ككل مرة استحضرها و احاول فقهها جيدا ، و كنت اجد اني حقا اتبعت نصائحه دون ادراك كلي او وعي مقصود 

فكنت مشاكسة خجولة ، كنت لا اتكلم كثيرا و لكني ما ان فتحت فاهي حتى صمت في حضرتي الجميع ، مارست رياضة الكاراتاي فلقبت بجاكي شان نظرا لقصر قامتي ووجهي الشبيه بالكورريين ، 

اكتشفت بباطني مواهب عدة .. اهمها الكتابة ! 

التي كانت خليلتي ، فكنت اهدي لنفسي ورقا و قرطاسا ، فتكافئني نفسي بعد اتفاقها مع مخيلتي و 

فؤادي وواقعي حكايات و قصص مختلفة .. شعرا يروي عجزا و صدرا ينبض روعة 
مضيت في طريق طويلة لم اخطط لها و لليوم مازلت لا اعلم متى ستكون نهايتها !! 

واجهت صعاب جمة .. معاركا شديدة ، الاما مضنية ،  .. رايت القرف و رايت الجمال ..  ا حببت و كرهت ، تقربت و فارقت .. 

و لكن رغم ذلك لم اندم ابدا !! الندم هو الشعور الوحيد الذي لم يختلجني بعد ، فبعد كل يوم امر به ـ سيء كان او جيد ـ اتجاوز احداثه بتقييم نفسي تصحىح اخطائي و افكر بالغد الذي سياتي .. 
وافضل اصدقائي اليوم هو صبي و صداقتنا تبلغ من العمر 16 سنة ، خضنا الحياة مع بعض و لازال ذراعي الايمن و الاذن التي تستمع لي كل مرة ! 

لا افكر بالزواج كثيرا بقدر ما افكر بتحقيق اهدافي التي رسمتها من قبل 

احاول ان اكون انا بلا تكلف او تصنع او استعمال مساحيق تغير من شخصيتي ! 

ان اعجبني شيء  لا انكر اعجابي به ، و ان لم  يستهوني شيء اخر اعترف بعدم اعجابي مهما كانت الاراء .! 
احاول دوما صنع الاختلاف في يومي  و في ذاتي ، 

لا انكر ان كنت صاحبة رؤى عديدة ، فكنت احلم ان امتهن الطب ، او التعليم  نظرا لحبي و تعلقي الشديد بالاطفال ، كما كنت افكر بدراسة المحاماة بعد البكالوريا ، او الصحافة .. و لكني تعقلت قليلا و ادركت ان رحلتي مع دراستي للعلوم الاعلامية  التي باشرتها في المعهد ستتواصل في الجامعة ، و لكني لم اقتصر على الدراسة و نيل الشهادة فقط .. فحلمي لم يقتصر على لقب خريجة جامعية ! بل تواصل لاحمل لقب سفيرة لتونس في الاعمال الثقافية ،

لم تقتصر اعمالي على البرمجة ، بل انضافت لها اعمال ادبية ، ادراة مجلة . 
اعترف بصوتي الرديء في الغناء و النشاز الذي يصمم الاذان كلما بادرت بالغناء و لو مزاحا ! 

و لكن رغم ذلك اعترف اني امام المصدح اجد صوتي يمتزج باحساسي .. لاجدني اتكلم بلا توقف ، لاجدني اباشر اعمالا اذاعية ، غيرت من مجرى حياتي و غيرت من كياني !
فها أنا هنا اضع بصمة اينما حللت ، و اقول ان ابي كان على صواب! 
.......

فلقد خلقنا لعيش الحياة و عيب ان نغادرها من دون ان نترك شيئا يتذكرنا به العالم 

فيا صديقي متى تدرك أنّ كل ما قبلك باقٍ وكل ما بعدك في الترابِ ساكنْ و انت لوحدك قادر على خط سطر يظل ذكرى .. 

متى تدرك ايضا أن الحق يُقال فأنت من دونك عدم!

 بَصمتُك في الحياة ... لا تتركها تسير هباء.
اقولها لك و لكِ اليوم !  لا تجعل من احد يخييرك ، بين الأشياء التي تحب كي لا  يصير الخيار إجبارا.

اتمنى ان تكون فرحا يوما مثلي ، لأنني فرحة يا صديق فأنا أشعر أنني بدأت أكون ذات نفع  .. 

فمتى يقع على عاتقك الدور ؟ 

أنت تعلم يارفيق كم  أحزن عندما أنظر لمن هم في مثلي سني او اكبر مني لم يحقووا شيئا ، يعيشون حياة رتيبة لا يملؤها اي شغف ، لا تشغلها تفاصيل الاختلاف ! 
... 

،كنت أقول دائما إن المواقف وحدها تكشف المعادن ،وها قد تجلى معدني الصلب الذي لا يُقهر ، فابي هو قوتي يارفيق  .. فابحث  عن صلب نفسك !