2018/08/09

ناهد غزالي : الظل الخفي : زوجته في انتظاره ... غيمة حزن تحتل صدرها ... تلك آخر رصاصة اردت ابتسامة حزينة و...


الظل الخفيّ 

كانت زوجته في انتظاره، أنيقة كعادتها، ترتدي فستانا زهريا  قصيرا، وصندلا أبيض اللون، شعرها منسابا على ظهرها، حمرة خفيفة تزين خديها. 
نظر إليها شزرا، ردّ السلام بصوت يكاد لا يسمع...
همت برسم قبلة على جبينه، أبعد وجهه ومضى إلى الغرفة.
أحست بخجل شديد، غيمة حزن تحتل صدرها، لم تستطع كبح دموعها...
تمهلت قليلا، مسحت دموعها ثم التحقت به لتستفسر عن سبب غضبه، وقفت صامتة لفترة تشجع نفسها على الكلام، في حين كان هو مستلقيا على السرير، يتصفح جواله، غير آبه بها...
-أهكذا يكون الحب؟ أهكذا تكون الحياة الزوجية؟
ماالذي غيرك؟ منذ أسبوع أتجرع الحزن وأحاول كل يوم زرع ألوان السعادة...
غضب غضبا شديدا، نهض من السرير ودفعها بقوة، 
-كفي عن الثرثرة، مللت فلسفتك، وكلام الكتب المنمق...
مللت قصائدك كل صباح، تعيشين مع الورق أكثر مني...
لازلت طفلة لم تنضجي بعد... كرهتك، نعم كرهتك...
أصيب بهيستيريا من الغضب، أسرع إلى المطبخ،
كسر كل الصحون التي كانت على الطاولة.... 
لم يعد أمام ابتسام حلا سوى مغادرة البيت، فحياة الذلّ لا تلائمها...لم تقصر يوما في واجباتها، وتنازلت عن الكثير من أحلامها لترضيه...لكنه حطم روحها، كسر قلبها...
ماهي إلا لحظات، حتى هدأ وتعالت قهقهاته من الجوال...
مرددا بصوت عالٍ:
- قريبا ستحلين مكانها يا حبيبتي...
تلك كانت آخر رصاصة أردت ابتسامة حزينة ونادمة على فرص الحب التي تجاهلتها مقابل الزواج بطريقة تقليدية برجل يكبرها بعشرين سنة...

ناهد الغزالي تونس الخضراء