2018/12/27

نائب رئيس الشبكة العربية الاول كاملة رعد : تستقصي الفترة التي يكون فيها موقع رئاسة الحكومة في خطر ....اين همالفقراء لا اراهم ... اين من مات ابنه على باب المشفى ... اختاروا توقيتا يقي البلد من أفخاخ الفتنة





أين هُم الفقراء ، لا أراهُم !
أين من مات إبنه على باب المشفى لا أراه !؟
أين من لا يملك قوت يومه لا أراه !؟ 
ما هذه المظاهرات التي لم يظهر بها سوى واجهة المجتمع المكتفية مادياً!؟ 
لماذا خرجت كلّ تلك الوطنية بعد الإنتخابات !؟
لماذا لم تظهر قبل الإنتخابات !؟
أَمْ أنّهم حينها كانوا منشغلين في غرف الأموال الإنتخابية و لم يكن لديهم حاجةً لافتعال الفتنة ؟
كان لديهم الفرصة كي يثوروا و يأخذوا حقّهم فحينها لم تكن الحكومة في مهلة تصريف الأعمال بل كانت قائمة و المطالِب حينها كانت ستُوجّه بمكانها الصّحيح!
لماذا اختاروا هذا التّوقيت بالذات لِيَثوروا على الحرمان !؟
أَلَم يكن الحرمان موجوداً قبل هذا التّوقيت!؟ 
جميعنا يعلم بأنّ لبنان حالياً يمرّ بمرحلة إنتقالية عنوانها مؤتمر سيدر الذي اجتمعت لأجله عدّة دُوَل و وُضِعَت خطّةٌ تنفيذية من شأنها أن تنهض بالإقتصاد و تؤمن عدداً لا يُستهان به من فرص العمل. 
و كأنّ الجميع يعلم بأنّ ما سينجزه الرّئيس الحريري من خلال مؤتمر سيدر المدروس جيداً سوف يقضي على صورة خصومه و يُظهِرُ مدى فشلهم في إدارة البلد فعمدوا إلى اختلاق العُقَدِ لتأخيره ، و لمّا تبيّن للرأي العام مدى أنانية كلّ من الجّهات التي عمدت على افتعال العقد و مدى سخافة تشبُّثِهم بالمناصب ضاربين مصلحة البلد عرض الحائط بدأوا بإشعال الثورات المُزَيَّفة التي لم يتسجب لها سوى مناصروا تلك الأحزاب التابعة لهم و بعض محبّي الظّهور و الشخصنة !
في هذه الحالة من الهمروجة السياسية لا يسعنا كمواطنين نعي جيّداً مصلحة البلد سوى التزام الصّمت أُسْوَةً برئيس حكومتنا ، ليس ضعفاً و لا عدم إحساس بالمسؤولية تجاه وضع البلد الآيل للإنهيار إقتصادياً، و لكن لأنّنا نعلم بأنّ كلّ هذه التحرّكات مشبوهة و هدفها هو المساس بموقع رئاسة الحكومة و إلصاق تقصيرهم و فسادهم به ، 
خصوصاً أنّها لو كانت نصرةً للفقراء ، لكان هؤلاء المدّعين للنّضال و الذين لا علاقة لهم بالفقر لا من قريب و لا من بعيد لكانوا الآن يحومون على بيوت الفقراء بدلاً من الطّواف في شوارع الوطن أمام الكاميرات للظهور بصورة الثوّار !
ما من أحَدٍ ينكر حاجة الشّعب و الحرمان المتفشّي و لكن نحن لسنا بحاجة مظاهراتٍ و ثوراتٍ كلامية، نحن اليوم بحاجةٍ لقيام الدولة و الوقوف في وجه كلّ من يعرقلها بهدف تحصيل حقيبةٍ وزارية من هنا و مصلحةٍ شخصيّةٍ من هناك.
فلتثورا ليس عيباً و لتتظاهروا ليس خطئاً و لكن إختاروا توقيتاً يقي البلد من أفخاخ الفتنة التي معظمنا أصبح يعلم بأنّها تستقصد الفترة التي يكون فيها موقع رئاسة الحكومة في خطر و تبدأ بالحديث عن الوطنية  نصرةً للفقراء في حين تصمت حينما تكون ملتصقةً على الكراسي و حاصلةً على مُرادها ، تصمت حين ترى الفساد المستشري في عهدها و تجود قريحتها عندما تُمَسُّ مصالحها الشخصية !
عندما يكثرُ النُّباح يكون الصّمتُ مُدَوِّياً...
🖊بقلم : كاملة رعد .