2019/01/13

(نائب الرئيس الاول في الشبكة العربية كاملة رعد : اين نحن منك أيها المواطن واين انت منا اعذرنا لعلنا لن ... لم يعد مؤلم انهيار الوطن ... بقدر ما هو مؤلم ان يصبح سخرية في عيون ...أتت نورما ومعها ...بدل من ان ....





لم يعد مؤلمٌ أن ينهارَ الوطنُ بقدر ما هو مؤلمٌ أن يصبح سخريةً في عيونِ أبنائِه، أن تصبح كلُّ الأوطان مأمَناً و مأوىً عداه.
لم نعد نسمَعُ قصيدةً تروي أمجادَهُ ، لم نعد نعلمُ أتراحَهُ من أفراحِه ، لم يعد محجّةَ الشُّعراء و قِبلةَ الأُدَباء ، شحّت قريحةُ القلمِ بعد أن فاضت مآسيه ، جفَّتِ محابِرُ المديحِ أمامَ ذلك السّيلُ من القذارةِ الذي أخرجته نورما من تحت رُقَعِ الفساد الهشّة ، 
أَتَتْ نورما حاملةً معها خيراتِ الطبيعة من ماءٍ و ثلوجْ ، و بدلاً من أن يسود الفرح بقدومها ، عُمِيَت الأعين بمشاهد المآسي ، و أمتلأت القلوب سواداً على أطفالٍ ازرَقّت شفاهُها سقيعاً و شُلَّت أطرافُها زمهريراً ، و زُهِقَت أرواحُها الغضّة ، صُعَّدت مُثلَّجةً نحو السَّمَاء حيث البردُ سلاماً و العدلُ سيّدا .
أين نحن منّك أيّها الوطن ، و أين أنت مِنَّا ، أعذرنا لعلّنا لن ندرك معنى فقدانك حتّى نصبح مشرّدين في بقاع الأرض نلهث وراء وطنٍ آخر لنستيقظ في آخر المسار منفيين ، غرباء عنك بقدر ما نحن غرباء فيك ، أعذرنا لم نكن ندري بأنّنا عالقون في طيِّ الغفلة ، نلهثُ وراء لقمة العيش التي سُلِبَت من أفواهنا لتوزّعَ هدايا في جيوب الزّعماء .
عذراً أيّها الوطن المغدور ، لست أنت من يجب أن يصبح مهزلة الكُتّاب و سخرية الأقلام ، لست أنت يا لبنان من يستحقُّ أن تُلصقَ عبارات الإستهزاء باسمك العظيم ، لم تعد صدورنا تتحمّل نواهلَ خناجر الذمِّ و ضحكات أبناء المغرب و المشرق على مآسيك ، لم نعد قادرين على تحمّل عبء خسارة حقوقنا و أحلامنا لتضافَ إليهم مُلِمَّةَ خسارتك ،
لا أيّها المتفرّجون على لبناننا المنكوب ، إنه ليس ذنبه ، إنّه قطعةٌ من السَّمَاء ، جنّةٌ مجّدها التّاريخ ، روايةٌ تحكي مهدَ الحضارات ، لا تسخروا من لبناننا ، 
فالعلّةُ ليست في أرضِه الخضراء و سمائه الزّرقاء و مياهه العذباء ، العلّةُ برُعاتِه و أسياده ، العلّةُ بتلك الرّزمةِ من البشر التي نصّبتها علينا أيادٍ خارجيةٍ ناقمة و سمّتهم زُعماء ، ثمّ أورثَتهم إيّاه سلعةً يتقاذفونها بينهم تحت مُسَمّى صفقات و تقسيمات و محاصصات .
كم هي فرحةُ تلك الوصايات الخارجية عارمة عندما تنظر بعين الشّماتة إلى من كان سويسرا الشّرق و كأنّها تُخبّئ تحت تلك البسمة المنتصفة عبارةٌ تقول : " لقد نِلنا منك أيّها المتباهي بجمالك و سياحتك و ثقافتك و فنّك ، و أصبحت مُجرّدُ مزبلةٍ مجبولة بركام الفتنة و بقايا الفِكرِ المتعفِّن ، نرمي بها فضلاتنا و نمتص خيراتها و نتحكّم بقادَتِها كالدُّمى "....
🖊بقلم: كاملة رعد .