2019/04/29

بين الموازنة و لقمة العيش* *(هل الربيع ممكنا"؟)* *_______________________* ✍🏻 ربيع مينا 🗞 «بناء الإنسان» *_______________________* ربما تبدو ...


*بين الموازنة و لقمة العيش*
*(هل الربيع ممكنا"؟)*
*_______________________*
✍🏻 ربيع مينا 🗞 «بناء الإنسان»
*_______________________*

ربما تبدو الأمور مبهمة أو منمقة، و لكن الواقع يدل على صعوبة القرارات التي سيتم اتخاذها
من قبل الحكومة اللبنانية في الموازنة الجديدة، و ذلك تلبية لشروط ( سيدر ) بالإصلاحات المالية التقشفية، في بلد يغرق تحت نير البطالة، في بلد يشهد تضخما" كبيراً و يغرق في ديون عامة تصل إلى حدود المئة مليار دولار، و الحبل على الجرار.
*بالتأكيد تتسع الهوة بين طبقتي الأغنياء، و المنتفعين من الصفقات و السمسرات و السلطة وبين الفقراء و عامة الشعب، وهي تنذر بإنفجار إجتماعي هائل لن يبقي و لن يذر، خاصة أن الغالبية الساحقة هم من الطبقة المسحوقة التي تكاد لا تجد ثمن رغيف الخبز أو حبة الدواء.
*و الطامة الكبرى أن الحكومة اللبنانية بدل البحث عن موارد لتعزيز الخزينة و السير بالإصلاحات المطلوبة، عبر وقف الهدر و الفساد و السرقات من الأموال العامة و إستعادة كل الأموال المنهوبة، *” تفش “ خلقها بالفقراء و عامة الشعب بإعتبارهم الحلقة الأضعف، *فأين الحكومة من الدستور الذي ينص على المساواة بين المواطنين؟.*
إزاء ما نحن عليه اليوم من أزمات إجتماعية و معيشية و إنسانية، و لأن الناس بحاجة إلى من ينظم صفوفهم و يقودهم و يسير بهم في الإتجاه الصحيح، لا بد أولاً من دعوة الأحزاب و القوى و التيارات الوطنية و الإسلامية و اليسارية والنقابات و الإتحادات و الجمعيات و المؤسسات الأهلية و المدنية، أن تتحلى بالجرأة و إجراء جردة حساب لتقييم المراحل السابقة و تصارح جمهورها بكل صدق *أين أخطأت و أين أصابت*، و من ثم دعوة كل تلك القوى أن تأخذ دورها في المطالبة بحقوق الناس و الدفاع عنهم، و التخلي عن الإرتهان للسياسة و السياسيين، بل لا بد من إعادة إنتاج هذه القوى المجتمعية إنطلاقا" من حاجة المجتمع اليها، بدل من أن تكون إنتاج القوى التي تخوض الإستحقاقات الإنتخابية، عادة، بدافع تحقيق المكاسب السياسية و تسجيل إنتصار هنا أو هناك، و بعد الإنتخابات كأن شيئاً لم يكن، فلا إهتمام أو دفاع عن حقوق الناس و مصالحهم و حقوقهم الإنسانية و الإجتماعية و الصحية و التعليمية.
واذا كانت القوى السياسية في لبنان تتشارك في الحكومات فلا يعود هناك من موالاة أو معارضة، و ينتفي مبدأ الحساب و العقاب حتى في المؤسسة التشريعية ( المجلس النيابي )، و لا يرتفع صوت واحد معترض إلا بشكل فلكلوري و على شاشات التلفزة.‏
لقد أصبحنا اليوم أمام منظومة إفقار جهنمية للشعب اللبناني، وإثراء مجنون للنخبة، وكأنه أبارتايد طبقي.
*فالثورة لا تأتي بالتنادي، وإنما بالعمل الجماعي المنظم، واذا كان ( الربيع اللبناني ) على الصعيد السياسي مستحيلا" بسبب الإنقسامات و الولاءات الطائفية و المذهبية، فإن الربيع على الصعيد الإجتماعي ليس مستبعدا" في أية لحظة، عندها لن تنفع أية وسائل للحؤول دون وقوعه.*
*فهل يتوحد الفقراء من أجل لقمة العيش و يدركوا أن الجوع لا يفرق بين طائفة و أخرى، أو منطقة و أخرى؟.*
*لا عزاء لمن يرفع ذراعيه إلى السماء وينتظر.* 
يا شعب لبنان العظيم