2019/05/11

الكاتبة هبة مهدي : وخز القلق ... القلق الذي ينهش القلوب، الخوف والذعر.. يا إلهي

هبة مهدي ...وخز القلق 


باتت الأيام تعيسة،

 تعيسةٌ جداً يا عزيز!
 لا شيء يضفي بسمة جديدة أو نسمة طمأنينة عابرة، أمّا الألعن فهو القلق الذي ينهش القلوب، الخوف والذعر.. يا إلهي لكم هو شاقٌ على الإنسان أن يحتمل وخز القلق كل ليلة، أن يحتمل التفكير اللامحدود.. الضروري والغير ضروري..  ما أضعفنا نحنُ بنو البشر! ما أشد هشاشتنا! أيعقل أنّ مجموعة أفكارٍ متنوعة بالإضافة للقليل من الذعر والقليل من التعب أن ينهشوه هكذا! أن يفعلوا بعقله ما يفعل نقّار الخشب بالشجرة! 
أتصدّق يا عزيز، لكم أوّد أن أفتح رأسي وأرى دماغي ! لا ليس طلباً بهذه الغرابة لا تفتح عيناك هكذا، لكن أنا أريد أن أرى هل بقي على حاله؟
 بحجمٍ طبيعي وتلافيفه المعتادة، أم أنّه متآكل وشكله قد اختلف كما تختلف أشكال العظام حينما يفتك بها سرطان العظم اللعين ذاك! 


 حسناً تظنّ الآن بأنّي أبالغ قليلاً، وهذا ممكن، لكن.. ما معنى أن نتعب ونفني أنفسنا في سبيل حلمٍ رافقنا منذ نعومة أظفارنا، لنتفاجئ فيما بعد بأنّ تحقيقه أقرب للمستحيل! أو هو المستحيل بعينه! هل يبقى الشغف ذاته يا عزيز؟

 هل تبقى شعلة الأمل ذاتها منيرة في الداخل..؟ أم أن رؤية هذا الحُلم الكبير يتلاشى أمام مرآك دون أن تستطيع جمع أشلائه ستطفئها؟
 بل ستطفئ مصدر النور الأساسيّ  الذي ولدَ معك منذ اليوم الأول.
لكم هو صعب نزيف الأحلام! لكم هو قاسٍ عجز الإنسان وقلّة حيلته، رغم كلّ حيلته!


يعزّ على الإنسان أن يرى نفسه غيرَ مؤهل لتحقيق أمنياته، يعزّ عليه هذا فيما يرى آخرون لا يستحقون ذرّة مما يصلهم أو ينالوه.. 

لاشي يوجز المعاناة ويختصر الندوب أكثر من قول دُريد لحّام حينما قال في إحدى مسرحياته بنبرةٍ ساخرة مليئة بالألم: " الله وكيلك لك يابي مو ناقصنا غير شوية كرامة نعيش فيها" 
لا شيء بعد هذا القول أبداً يا عزيز..


 بقلم الكاتبة :هبة مهدي