مازال وضعنا مؤلما و الانسان في وطننا العربي يكافح من أجل حقوقه، و من أجل ان يكون حرا في وطنه، و لأجل ان يستكمل مقومات انسانيته، لأن لا اكتمال للإنسانية الا باكتمال الحقوق كاملة، و كل انتقاص لأبسط حق هو انتقاص من الإنسانية ..
رغم التشريعات و القوانين التي لا تحصى مناصرةً لحقوق الإنسان و نشاطات الجمعيات و المنظمات التي لا تعد في هذا المجال و برامجها المتتالية سعيا للتوعية و تغيير المشهد للأفضل،مازالت المرأة مظطهدة،و مازال الطفل يعاني.. مازالت الفوارق الاجتماعية تتسع و الفقر يغزو أغلب مجتمعاتنا فيسيطر على النسبة الأعلى منها..و الأمرّ مازالت الأوطان حزينة فقضية فلسطين و المهجرين الفلسطينيين غائبة على المستويين المحلي و الدولي ... مناطق النزاعات تشهد أبشع الجرائم ضد الإنسانية في مختلف انحاء الوطن العربي في اليمن و ليبيا و العراق و آثار مأساوية بسورية...
و مازال الارهاب يطل علينا في كل مرة بأبشع وجوهه ذبحا و قتلا...
و ما زاد الوضع تدهورا أزمة الوباء العالمي و ٱثاره على مجتمعات انهكتها النزاعات حيث تقف دول عربية أمام مجاعة محتملة الحدوث...
و لا يمكن لعاقل انكار ان الأسباب اولا خارجية بمؤامرات كما يراها البعض لا ذنب للشعوب فيها اشعالا للفتنة و بث الفرقة و التشتت و داخلية أشد قتامة قد تعود الى السياسات الفاشلة التي كبلت الأوطان مديونية و تبعية أضعفتها لسنوات حتى وصلنا الى هذه الدرجة من الانحدار..
إنها معركة كبيرة تحتاج الى كل جهد و كل فكر و كل رأي، و لكي لا تذهب الجهود سدى لابد أن نؤمن ان رقي الشعوب و تحقيق السلام
لا يكون الا بأرضية بناء جديدة أساسها الوعي و العمل على تحقيق الديمقراطية خدمة لحقوق الانسان مع ضرورة التكامل بين الثروتين البشرية و الاقتصادية في انسجام مع التراث الحضاري و الايمان بالتعاون و التٱزر بين الاقطار العربية لأننا في نفس الخندق يوحدنا الماضي و لنا نفس المصير..
فبهذا فقط نستطيع مواجهة تحديات هذا العصر اقتصاديا و سياسيا و نولي للإنسان العربي و لحقوقه الإهتمام الذي يجب حتى
نحقق العدالة و المساواة و الحرية و الكرامة و السلام الذي نرجو ..