مديرة الشبكة في اميركا غادة ابو مطر
عاصي الرحباني : أيقونة الوطن و الحب ( ١٩٢٣ -١٩٨٦)
في مثل هذا اليوم في ٢١حزيران ١٩٨٦ رحل عاصي الرحباني ، و كان يوم وداعه حزينآ ، اذ توقفت المعارك على خطوط التماس و دقت أجراس الكنائس و سمع الآذان من بعض المساجد . لقد كان يومآ وطنيآ بامتياز .
في حفل تأبين عاصي قال منصور عن أخيه : ظل يهرب من المدرسة حتى أصبح عبقريآ ،كان هذا القول ملفتآ للعديدين . اذ أن الرحابنة لا يؤمنون بالنمط الكلاسيكي للمعرفة والثقافة ،بل خاضوا بحور الموسيقى و الفلسفة و التاريخ و الأدب و صنعوا مجدهم الفني .
كان عاصي قد آثر التفرد في كل الأعمال الفنية يساعده في ذلك أخيه منصور اللذين شكلا فيما بعد ظاهرة "الأخوين رحباني " الا أن عاصي كان قد تأثر بحكايات جدته ، فشهد مسرحه الكثير من الخيال بينما كان مسرح منصور يميل الى الواقع يتناول فيه الفلسفة ( مسرحية سقراط ) أو الأدب ( المتنبي ) او التاريخ ( صيف٨٤٠) و ملوك الطوائف و يتخلل مسرحه نقدآ سياسيآ و إجتماعيآ .
حمل عاصي لواء الوطن ، فكانت دعوته الى رفض التقسيم في بداية الحرب اللبنانية دليلآ على تمسكه بوحدة الوطن فغنت فيروز :
بحبك يا لبنان يا وطني بحبك، بشمالك بجنوبك بسهلك بحبك .
أما في حفل باريس عام ١٩٧٩ فقد أكد على قيامة لبنان فاعتلت فيروز المسرح و غنت :
قصتنا من اول الزمان بيتدمر لبنان بيتعمر لبنان .
و بيرجعوا من حجارو يعمرو بيوت .
قدم الثنائي "عاصي و منصور " بالإضافة الى فيروز لوحات رائعة في المسرح و الموسيقى و الغناء .
في مقابلة مع أسامة الرحباني قال فيها :
ان في ستينات القرن الماضي طرح وزير الخارجية الأميركي نقل مسرح الرحابنة الى أميركا لكن عقبات كثيرة حالت دون ذلك . اما اليوم فان مسرح الرحابنة يدرس في جامعتي هارفورد و اكفورد .
غيب الموت عاصي الرحباني في حزيران. ١٩٨٦ بعد تعرضه لإنفجار في الدماغ نتيجة الإجهاد و التعب و سهر الليالي لإنجاز أعماله المسرحية ، و قد قال الطبيب الفرنسي الذي عالجه ان دماغه من أكبر الأدمغة التي رأتها عيناه .
يكفي لبنان فخرآ أنه انجب عمالقة الفن الذين دخلوا رحاب التاريخ .