2019/06/21

مديرة الشبكة العربية في اميركا غادة ابو مطر : عاصي الرحباني : أيقونة الوطن و الحب ( ١٩٢٣ -١٩٨٦)


مديرة الشبكة في اميركا غادة ابو مطر 

عاصي الرحباني : أيقونة الوطن و الحب  ( ١٩٢٣ -١٩٨٦)

في مثل هذا اليوم في ٢١حزيران  ١٩٨٦ رحل عاصي الرحباني ، و كان يوم وداعه حزينآ ، اذ توقفت المعارك على خطوط التماس و دقت أجراس الكنائس و سمع الآذان من بعض المساجد . لقد كان يومآ وطنيآ بامتياز .
في حفل تأبين عاصي قال منصور عن أخيه : ظل يهرب من المدرسة حتى أصبح عبقريآ ،كان هذا القول ملفتآ للعديدين . اذ أن الرحابنة لا يؤمنون بالنمط الكلاسيكي للمعرفة والثقافة ،بل خاضوا بحور الموسيقى و الفلسفة و التاريخ و الأدب و صنعوا مجدهم الفني .
كان عاصي قد آثر التفرد في كل الأعمال الفنية يساعده في ذلك أخيه منصور اللذين شكلا فيما بعد ظاهرة "الأخوين رحباني " الا أن عاصي كان قد تأثر بحكايات جدته ، فشهد مسرحه الكثير من الخيال بينما كان مسرح منصور يميل الى الواقع يتناول فيه الفلسفة ( مسرحية سقراط ) أو الأدب ( المتنبي ) او التاريخ ( صيف٨٤٠)  و ملوك  الطوائف و يتخلل مسرحه نقدآ سياسيآ و إجتماعيآ . 
حمل عاصي لواء الوطن ، فكانت دعوته الى رفض التقسيم في بداية الحرب  اللبنانية دليلآ على تمسكه  بوحدة الوطن فغنت فيروز :
بحبك يا لبنان يا وطني بحبك، بشمالك بجنوبك بسهلك بحبك . 
أما في  حفل باريس عام  ١٩٧٩ فقد أكد على قيامة لبنان فاعتلت فيروز المسرح و غنت :
قصتنا من اول الزمان  بيتدمر لبنان بيتعمر  لبنان .
و بيرجعوا من حجارو يعمرو بيوت  .
قدم الثنائي "عاصي و منصور " بالإضافة الى فيروز لوحات رائعة في المسرح و الموسيقى و الغناء . 
في مقابلة مع أسامة الرحباني قال فيها :
ان في ستينات القرن الماضي طرح وزير الخارجية الأميركي نقل مسرح الرحابنة الى أميركا لكن عقبات كثيرة حالت دون ذلك . اما اليوم فان مسرح الرحابنة يدرس في جامعتي هارفورد و اكفورد . 
غيب الموت عاصي الرحباني في حزيران. ١٩٨٦ بعد تعرضه لإنفجار في الدماغ نتيجة الإجهاد و التعب و سهر الليالي لإنجاز أعماله المسرحية ، و قد قال الطبيب الفرنسي الذي عالجه ان دماغه من أكبر الأدمغة التي رأتها عيناه .

يكفي لبنان فخرآ أنه انجب عمالقة الفن الذين دخلوا رحاب التاريخ .