2020/07/17

من إحدى رسائلي إليه في بيت القدر من فاس الحبببة إلى بيت الروح... بقلمي فوزية أحمد الفيلالي



مازلت أسير وحدي
....
بحذاء واحد أمسح رمال الطريق
أرتب خطوات متتالية 
تجوب ما تبقى من خيوط عناكب
ملقاة علة عتبات الخطوب
كهوف مات ظلها حين من الدهر
فعاد الهواء ميتا
والراحة انفاس مريضة.


مازلت أسير وحدي
أنسج من الظلام أراضي سِلم خضراء
فالظلام يخلق الشفق 
والليل يسري في عروق النهار مرات متتالية
على شكل شبه منخرف
مائل اتجاه خط الاستواء الوهمي.

وانا أمشي  بحفنة ذكريات
سمعت في سطح غربتي رنين كنيسة عند الغروب
هي وحدها غربة.
تحول ذاتي من كلام إلى سكوت
من كتابة إلى صلاة.
المعبد فارغ كقلبي الحزين. 
إلا من شرفة ضالة عن حتفي
 من التفاتة ظلال تلفني بجناحي ملائكة
سأحصل قطعا على نور من أنوار الله
.....
لست وحدي تماما 
بصحبتي وجهه يراقبني ...يتحملني
شعلة زرقاء لاتنطفئ أبدا.

ستظل تعويذة في معصمي من وصية جدتي
 معجما،
 تشرح أغنياتي
تعلقها على حبال الوريد
تمتص رحيق دمي..
فأسير وأسير كبحور ممتدة
 كلما سقط منها موج أنجبت أمواجا عاتية
كنت أنا...تلك القدسية
افروديت.
هل التوت المجاري حين احرق الملك روما
تهت عارية المبنى
كأن ساعتي قامت 
ونفخ في صور  الحدث.
صرت أمشي 
وأغني للسنونة التي تشبهني 

كان الضوء من فوقي ومن تحتي
كل في بوصلته يسبح...
وكان التاريخ يعيد نفسه
ولن ينتهي المسير أيها الظل...
كلما تمزق حذائي
اسأجرت آخر من خيالاتي
وامتد النهر يجري 
خلف  مشجب حلمي .
.....
١٦/٠٦/٢٠١٩