2020/10/04

الشاعر حسام المصري : قَصيدةٌ أهديها لأُمّي قَبلَ مَماتَها وهي بعنوان ( تِسعَةُ أشهُرٍ في باطِنِ رَحمِها)

 



تِسعَةُ أَشهُرٍ في باطِنِ رَحمِها

وهي بانتِظارِ رؤيَةِ مَولودِها


كم تَأَلَّمَت وأَنَّت عِندَ مَخضِها

استَشعَرتُ مِراراً بَنَزعِ روحِها


تَئِنُّ وتَصرُخُ وأنا لم أَحُسّ بِها

ما إِن أتَيتَ تَرَحَّبَ بِيَ حَنانَها


زالَ الألَمُ وارتَسَمَت ضِحكَتَها

لا يَنتَهي عِراكُها ابتَدأَ نِضالُها


تَتَرَقَّبُني وتُوصِلُ النهارَ بلَيلِها

آذانُها تُصغَى ولا يَبعُدُ لحظَها


إِن صَرَختُ أَضرَمتُ نارُ قَلبَها

هَمَّت عَلَيَّ وحارَت في أَمرِها


تَصنَعُ لي أُرجوحَةً مِن أَيديها

لا تَهنَأَ حَتَّى أغفو في حُضنِها


كُلُّ يَومٍ عَن يَومٍ أَزيدُ عَذابَها

لا أَشعُرُ بالكَلَلِ أو بِمَلَلِ حالِها


غالِباً أُبكيها وأَحياناً أُضحِكُها

لم تَكن أُمّي انتَهَت مَسيرَتَها 


هناك كَثيرُ من تَعقيدِ حَياتِها

كُلمّا يَزدادُ عُمري يَزيدُ هَمَّها


عندما أبدَأُ الدِراسَةَ وأُنهيها 

إلى أَن أَختارَ المِهنَةَ وأُتقِنُها 


حينها تَعتَزُّ وتَكتَمِلُ فَرحَتَها

عندما أَتَزوَّجُ وتَرى أَحفادَها


في هذا العُمرُ قد آنَ فِراقَها

فماذا حالي بَعدَ أَن أَفتَقِدَها


ونَبضُ حَياتي يَنبِضُ بِحُبّها

رَبّاهُ خُذ من عُمري وأَزيدَها


يا للأسَفِ دِراسَتي لم أُنهيها

وأَسَفي أُمّي لن تَنَلَ فَرحَتَها


 قَهرُها أَشَدُّ من قَهري عَلَيها

ودَمعُ الأَطلالِ يَروي خَدَّيها 


تُعاتِبُ الزَّمانَ وتَندُبُ حَظَّها

أَنا مازلتُ أَعزَباً أَكتُبُ حالَها


وهي تَتَحَسَّرُ لم تَرَ أَحفادَها

ناسِكَةٌ مُتبَتّلَةٌ قانِعَةٌ بِقدَرها


أُمّي وإن فارقت حَياةَ الدُّنيا 

رافَقَني الحُزنُ حَتَّى ألتَحِقَها 


لا حُبّ مِثلُ حُبِ الأُمِ يُشبِعُنا 

ولا دِفءَ كَحُضنِ الأُمِ يُدفِئُنا 

#قلم-الحياة