2020/11/17

رحلة اكتشاف في كتاب "الحياة فوق الأرض" للمؤلف"يوهانيس فون بتللر" -بقلم الأديبة والمفكرة الجزائرية:سلمى النّعيمي-

 



-من منا لا يذكر بعثة "فايكينج" والذي يعد اكتشافا غير عادي لبعثة ناسا،حيث عرض المؤرخ "دوروتا سامولينسكا متولي" لما قرر  العلماء ان يعرفوا القراء برؤاهم العلمية لهذا الكوكب،فاتجهوا إلى تأليف وإعداد كتب  علمية بسيطة التناول  من حيث اللغة،إذ تعد إنجازات علماء الفلك المركبة ،والتي ماتزال حتى الآن تمثل لغزا مجهولا للعلماء أنفسهم؛إذ يهدف اكتشافهم إلى إسدال الستار  على هذه الظاهرة من مختلف الجوانب السيكولوجية،والأروكولوجية وهو علم الأثرية والفلسفية،ولعل هذا التيار يمثله المؤلفون والعلماء من أمثال:"يوهانيس فون بتللر،أرنيست ميكيلبورج،بيتر كراسا،وراينهاردت هابيك..."-السؤال المطروح ماهو الهدف من تأليف كتاب  الحياة فوق الأرض؟

-يوثق الكتاب الآنف الذكر لأحد أهم جوانب ظاهرة بعثة ناسا،إذ دلى كل منهم بدلوه،والمؤلف بتللر المولود عام أربعين تسعمائة وألف تربى في أستراليا واستكمل دراسته في علوم الفلسفة والفيزياء والفلك والرياضيات في فيلادلفيا بمعهد"المعلومات العلمية"وهي هيئة كانت في ذلك الوقت لها مكانة علمية ومرتبتها التكنولوجية الكبيرة بأمريكا؛اهتم الكاتب والعالم الألماني"بتللر"بموضوعات عديدة علمية شائكة،كإمكانية إطالة عمر الحياة الإنسانية،وسرعة الضوء،ونظرية ذرات الطاقة المستعملة في الظواهر الخارقة المتعذر تعليلها علميا،ونظرية الكم،وهي إصدار وامتصاص الطاقة من قبل ذرّات وجزيئات،وكذلك يهتم بدراسة ظواهر السيكولوجية التي تشكل مسار العلاقات البشرية وطبيعتها المتغيرة.

-ما ساعد المؤلف "بتللر"هو انضمامه إلى الجمعية الدولية  العلمية"Royal Astronomical Society" عندما ألف كتاب"الحياة فوق كوكب المريخ".

-انتشر وذاع  في مختلف بقاع العالم،ليصل  توزيعه إلى خمسة  وثلاثين مليون نسخة مما وضع "بتللر" في مصاف أهم خمسة كتاب معروفين يؤلفون حول الخيال العلمي في العالم،أما الكتاب فهو اكتشاف "لأركولوجية" التي حدثت في أستراليا والصين وأمريكا وأوروبا وعلاقتها بأحدث إنجازات الابحاث العلمية لعلوم الفضاء ،وتقوم هذه الأبحاث  على اكتشاف طبيعة الحياة في كوكب المريخ وأسبابها؟

-هناك فرق بين النظرية العلمية والعمل الفني ،العمل العلمي دائما خاضع للتحسين عكس العمل الفني؛كل الفلاسفة والمفكرين على السواء  يتخذون موقفا تجاه الحياة والموت،هناك من  يرون إلا قيمة للحياة لأنها زائلة،وينسى هؤلاء الحجة المقابلة لكل هذا،لأن تاريخ العلم هو تاريخ الأفكار،فما الذي يجمع  بين الفن  والأساطير والعلم؟

-يقول"بوبر"إنها تنتمي إلى طور المبدع  الذي يسمح لنا  بأن نرى الأشياء في ضوء جديد،فالفيزياء كالرسم كلاهما بحاجة لتجربة حتى نتقمص الهدف الذي نحاول الوصول إليه؛ولأن التميز من يصنع المرء أرى أن الوجهات مهما اختلفت تبقى حالة الهدف غير متغيرة لأنه رسم بمقاييس لا تغيرها الآراء إلا في حالة اللاثقة أو انعدام الثقة هنا تصبح الغاية نسبية الحدوث غير مطلقة الثبات.

-تاريخ العلم جوهره الأفكار وتاريخها تبعا لبعض؛كالعدسات المكبرة  ظلت موجودة  لزمان طويل  قبل أن تطرأ  على ذهن"جاليلو"فكرة استخدامها في التلسكوب ،وهذا خير دليل على أن حتى الفن موجود منذ أربعة آلاف سنة كالرسم مثلا استعمل لتأريخ الأنشطة اليومية للإنسان على مدار عقود من السنوات...؛لهذا اعتبر الرسم تاريخا لقيامة الفن والإبداع...

-فإذا كان شعر رأس الإنسان يحدد لنا معلومات الحياة من وراثة ووضع فسيولوجي وعاداته اليومية حتى طبيعة الأكل والشراب والهوايات،وبعبارة أخرى يمكن مطالعة مجرى الحياة عن طريق شعر رأس الإنسان بالمطلق.

-عملت تقارير في"بيكن"إن بيع المخدرات وتعاطيها يعتبران ورما خبيثا  في مجتمعنا الحاضر كثقافة الكراهية التي تعد ورما فكريا في عقول من يمتهنها كحرفة لتصير كالمعبد للعابد لها،فالمخدرات لا تعد سوى سبيل تضليل لمعرفة مجرى الحياة ،لأن التحليل  بوجود مخدر يوصلنا إلى بيانات ناقصة غير كافية،لأن شعرهم يحتوي على كمية المخدرات الملوثة للجسد بالنسبة آلاف ضعف.

-بدأ المؤلف بيللر باكتشاف الماضي،فيصف تفصيلا  بعض هذه الابحاث العلمية القائمة  على استنتاجات العلماء حول رسومات البدائيين في كهوفهم  بأستراليا وإعادة استقرائها ،وتقدم لنا هذه  الرسومات والتصاوير الحائطية  شخصيات قريبة منها إلى الواقع  أشكال رجال الفضاء اليوم،وتتحدث عن خرافات التي نسجها السكان الأصليون في استراليا وأساطيرهم  عن وجود هؤلاء المخلوقات على أشكال طيور ضخمة هبطت من السماء إلى الارض،المخلوقات تبدو رسل وحاملو ثقافة زمن  الأحلام يأتون بها من السماء إلى الأرض،وفي اثناء القيام بهذه الأبحاث العلمية وذلك المسح الأثري بأستراليا و غينيا الجديدة،لم يجد أبنية معمارية ضخمة ومعابد دينية محفورة  في الأحجار القديمة،بل عثروا كذلك من غير توقع على خمسة أهرام مصطبية  لم تكتمل بعد،بارتفاع قدره حوالي ثلاثين مترا وعندما أهالوا رمال الارض ،اكتشفوا أهراما حجرية في "شبه جزيرة  بابو" ،وعن القصة الأصلية التي يحملها ناقلي الثقافة وحاملي بذور الحضارة،إنهم شيدوا هذه الأهرام مرتفعة هذا القدر من الارتفاع كي تساهم وتمكنهم من مراقبة السماء،وظاهرة كوكب المريخ  عبر المركبة الفضائية فايكينج  نلمس  قدرا كبيرا من أساطير الشعوب الأسترالية  وقبائلها،ولىنه لا يريد ان يصاب القارئ بالملل من نتاجه الخاصة الجاهزة،فإن المؤلف يحاول أن يستفز عقل قارئه واهتمامه الذاتي بهذه الظاهرة للتوصل إلى رؤية خاصة به يكونها بنفسه،وأن توصله لحقيقة أن هناك علاقة بين كوكبي المريخ والأرض كما أنه لم ينس باكتشافه المرور إلى الهرمانيين والتقصي عن الأهرام التي بنيت بأيديها.