2020/11/13

مديرة الشبكة العربية في تونس ايناس سلامي : سِيرتُنَا،تكْتُبُنَا ...

 



سِيرتُنَا،تكْتُبُنَا

 

لو إرتأينا أن نتّخذ من الحَيَاةِ أدْوَارًا مُختلفَة نعيشُها و نكْتبُها

فلنكُن مَثلاً ' كفلّاحٍ' ،يَنثرُعلينا كلَّ يومٍ مِن الدُّررِ والْفرائِد ، مَا تأنسُ إليْه القُلوب ، ويرتَاحُ إليه كُل جَليس وحَبِيب لِمَا يُدِرُّ بِه مِن قُطوف وثمارٍ يَانعَة وبَراهين وآياَتٍ سَاطعة ...

فلاّحٌ جَمعَ كُنُوز التُّراث ،

وهِي لكَ ولِذويك وأحبابك خير ميراث . فِي واحَة المِسك والعَنبر،

والتِي بهَا تِلاواَت ومُحاضرات وقَصائِد وقِصَص وعِبر...

متقلباً في رغدِ الحَيـاةِ يعِيشُ مترفاً.. يقْطفُ من مُروجها مَا يحلوُ لهُ من ألوَانِ الوُرُود .. ويسكبُ الشَّهدَ حُلوا في خَلايَا السُّطُور ..

فتتراقَصُ الصَّفحَات فِي طيَّات فِكرهِ ، ويغدقُ عليْها منْ أنفَاس الفَرح فتنتشي جَذلاً ..

أوْ لنكنْ ك'هائمٍ' على وجهِه يبحَثُ عن خيالاَت مضَت .. يصْطاد الذِّكريَات مِن بُحور الذاَّكرة ..

ويَعُود مُتعباً بِغَنيِمة مِن لحنٍ و شجنٍ ..

فينشد لحناً حزيناً عذباً .. يُغرقُ السُّطُور .. فِي حِبر الدُّمُوع ..

أو ترانَا لِم لا نَكونَ فِي أوجِّ سَطوتنا ..

ك'مَلكٍ' متقلدٌ تاجَ الشَّجاعة علَى عرشِ الحَقِيقة ، فِي مَملكَة التَّاريخ ..

لنسطّرَ أعَاجيبَ السُّطور ..

ونحكُم بعَدلٍ بيْن الحُروفِ..

وقدْ نقدِر أن نكون ك'بحّـارٍ' ماهرٍ يمْخر عبَابَ البَحرِ ، يُغنِّي مَع أَمْواجِه أُغنياتٍ عَذبةٍ..

ويُسَافِر إلى الأرْواحِ ..

يَقرَؤُها فيِ كلِّ خَطرة ، وكُلِّ لمحةٍ ، وكُلِّ بسمَةٍ ..

حتَّى يعودَ بصيدٍ وفيرٍ مِن لؤلؤٍ ومَرجَان ..

يَصنَع مِنها حُليّ العِبارة ..

ويَهدِيها إلَى كُل عُشَّاق الأَمَل ..

لعلَّهَا تَرسُم فِي مُسَتقْبلهم آفاقاً جدِيدَة ..

تَنشُر النُّور مِن جَدِيد !

هـذَا هُو المِدَادُ فِي فِردوسِ الحياةِ العَلِيّ ..

إنْ فرِحَتْ قلُوبنا ، أَسعَدنا النَّاس بِبسمَاتِ الحُروفِ ..

وإنْ زارنا الحُزن يوماً ، تَرك بصْمة فِي قَلبهَا عِبرة !

فلنكُن متيَقِّنِين بِأنَّ أقْلاَمنَا هيَ من تحكينَا ، و منْ تكْتُب سيرَةَ أَيّامنَا و أحْلاَمِنَا مهْمَا إختلفَت هُويّاتُنا