2021/01/26

الدكتور محمد العويسات : طفولة من دمع وحرمان...




في لحظة  تهجير، في طريق نحو المجهول تسقط أمّه، فتضيق عليه الأرض بما رحبت.. وهل رحبت له يوماً؟! فقط صدر أمّه كان رحبته، لا يعرف معنى أن تموت أمّه. كلّ ما يعرفه أنّ يدها سقطت من يده، ونبضها انقطع دفقه في قلبه... يريد أمّه، يستنهضها فلا تنهض، يَستصرخ فلا مُصرِخ. لا يملك إلا أن يأخذ بطرف ردائها... كلّ المارّين يسيرون في نفس الاتّجاه، لا أحد يجيد الالتفات... وكأنّهم يعرفون هذا المجهول فيُسرِّعون اللّقاء... يبدو أنّ أمّي ضلّت الطّريق، أو أنّ المجهول لا يريد لقاءها... وفي أعماق أعماقه يصنع الأسى نحيبًا، وعلى القذى يصنع دموعًا،  ويبدأ طفولة أخرى... عنوانها نمرّ مع المارّين...  كيف العيش بلا أمّ يا وحوش البشر... غدًا سأهدي أمّهاتكم جرحي والدّموع، لن أزرع في بساتينكم الورود..

. ستبقى أمّه لعنة تطارد تاريخكم اللّعين.