2021/02/07

سيأتي كَونِي لتَكُونَ! "المثقف ينهار في خجلٍ"بقلم الأديبة والمفكرة الجزائرية سلمى النّعيمي

 



- مادام حق الردّ مكفولٌ للجميع، فهل يعني بالضّرورة أنْ نقف عند كلّ ثعلبٍ ماكرٍ يعوي؟، وكلّ ضبعٍ مصروعٍ يهذي؟.

-إشكالية طُرِحَتْ في العام الماضي في ملتقى أدبي بولاية "عنابة"، كان مردُّ السؤال عن من يمثلونَ فئة المثقفينَ، ودعاة الإنسانية المزدوجة، تارّة بشر وتارةً شياطين!.

-المشكلة أنّ الإنسانَ لم يطور نوازعه وغرائزه ليتواكبَ رقياً مع هذه الوسائلَ التكنولوجية المفعمّةِ بالتطّورِ، العقل لم يتطور بعد في ظلّ انهيار المثقف بخجلٍ، فكيف ستطور التصرفات، وكيف سيصبح للمرء وجها يقابل به الجميع دفعة واحدة؟، ويستغنيّ عن الأقنعة الخانقة؟.

-الأخلاق الفاضلة ليست الحلقة المفقودة في الممارسات الدّيموقراطية، بل إنّ جميع الأنظمة السياسية في العالم خاصة الوطن العربي تعوزهُ الأخلاق.. لست نبيةً لكنّني لم أرتقِ إلى شيطانية البشر!، لو اعتمدنا على الإنسانية في حقيقة فحواها التنكرّ للدّين، والفهم المغلوط للمعتقدات، إلقاء المواعظ عن الإنسانية دون تطبيقها أو الأخذ بها.. الإدعّاء بفهم القانون والجهل في فعله.. وجدتمونِّي مضطرة للقول " أنّه لا تستقيمُ حيوانات البشر، وأمورهم إلَّا إذا جعلوا النّفاق بعيدا عن سيد المواقف".

-أن تخسر مئات المنافقين، وتكسب حقيقة ذاتك أفضل من ربحك للعديد من المحترفين للصداقة الزّائفة.. 

-أُثقِلَ قلمي بالأرزاءِ و سيأتي كوني لتكونَ أنتَ قائلي:" أنا فعلتُ، وأنتَ تجاهلت، وكلانا منافقان".. المتجاهل ليس خلقاً منه، ربّما المواجهة أنقى منه.. أمّا القائلُ فهو سلوك بشريٌّ خُلِقَ مع الذّات البشرية.. إنْ لم يتكلم فسيفعلْ.. إذاً ليس هناك تجاهلٌ.. فالصّمتُ رسالة.. والتّجاهل رسالة وكلاهما يصبانِ في فحوى واحدٍ وهو " الانتقام".. هذه كلّها أوجهٌ مختلفة عن الأقنعة التّي تحدثتُ عليها أنفاً.

-لكن بمزيد من العمل والإخلاص لهذه الأرض الخيّرة، والخيرُ لا ينضبْ في حقول الطبيعة الغنّاءِ ربّما سنرتقي يوما ما إلى الإنسانية!.