2021/02/03

مكتبنا بتونس إدارة المستشار الحبيب بنصالح الكتابة بين الإتقان والإمتهان بقلم: بلقاسم بن سعيد تونس

 



ثمة سؤال يهزني مرارا وتكرارا لماذا حملة القلم

وخاصة ممارسي الكتابة الإبداعية يسقطون في

التسرع والعجلة والتسابق المحموم في نشر نصوصهم النثرية والشعرية في هذا الفضاء الإفتراضي الذي يجتاح الكرة الأرضية؟.

وها...أجدني أخوض في هذه المسألة لأعبر عن

وجهة نظري التي قد تفيد البعض و تساهم في

تحريك السواكن وطرح الأسئلة العميقة من أجل

كتابة أبداعية أفضل وأرقى.

إن الكتابة الإبداعية في إعتقادي تحسب بالكيف

لا بالكم و تتطلب صبرا وجهدا عسيرا من أجل

الإضافة النوعية والتميز وإختراق عامل الزمان

والمكان،من هذا المنطلق يصبح عامل التسرع في الكتابة الإبداعية و النشر في هذا

الفضاء الإفتراضي من أجل إثبات الذات وفرض التواجد المستمر ضرب من الإمتهان والتحقير

من فاعلية الكتابة الإبداعية وجدواها ومتقبليها وتبخيس دورها في الإثراء والنهوض بالوجدان والعقل البشري.

أطلع على هذا السيل العرمرم من الكتابات شعرا

ونثرا فتستفزني سلبا العديد من النصوص التي لا تترك أثرا يذكر شكلا أو مضمونا لغياب الإجتهاد

في صياغتها حيث سرعان ما تكتشف

مراجعها ومصادر معانيها بكل يسر مما سبق من

كتابات لمبدعين آخرين،لتحيلك مباشرة أن هذا

النص أو ذاك جاء نتيجة قراءة لنص سابق لا غير

دافعها الإعجاب والتماهى وسوء الهضم،ورغم

أهمية المطالعة والإطلاع في حياة المبدع فإن

فقدان عامل التجربة الحياتية والوجودية تفقد

النص توهجه وتحد من حرارته وقدرته على

الإيغال في الذوات،لأن النص الحي في إعتقادي

هو جماع القراءة والتجربة الشخصية بما فيها

من معاناة وإخفاقات ونجاحات وصراع وجودي

حاد وما عدا ذلك فهو نسخ مشوه وتكرار لا إضافة

ترجى منه.

إن غياب النقد الجاد والمتابعة العميقة لما ينشر

في هذا الفضاء الإفتراضي من نصوص شعرية

ونثرية لا يعني بالمرة عدم الإحساس بالمسؤلية

تجاه الممارسة الأدبية بل يجب ان يكون ممارس

الكتابة الإبداعية على درجة قصوى من الوعي

بما يخط بنانه من أجل إبداع  يرتقي بإنسانية

الإنسان.

                             بقلم: بلقاسم بن سعيد

مدينة سوسه-تونس 


الصورة من تصميم: عبدالله

 سامي