2022/10/18

مملكة اطلانتس الجديدة أرض الحكمة رئيس وزراء مملكة اطلانتس الجديدة الدكتور : محمد العبادي الحرب العالمية الثالثة بدأت بوجهها الاقتصادي.

 

يبدو جلياً أن الحرب الروسية الأوكرانية أدت إلى انقسام العالم على أساسٍ أيديولوجي بين المعسكرين الشرقي والغربي والتي سارعت بالكشف عن مخطط الحرب الاقتصادية والتي بدأت ملامحها بالظهور خلال انتشار فيروس كورونا ( كوفيد 19 ) حيث أظهرت شدة الخطورة القادمة على الاقتصاد العالمي ، وهذا يدل على أن الحرب العالمية الثالثة قد بدأت بالفعل ، متخذة وعلى عكس المألوف سلاحاً مختلفاً عن ما سبقها من حروب تقليدية أو بيولوجية ،

"الاقتصاد والتجارة "هما السلاحان الاكثر فتكاً على شعوب الأرض ، وهذا ما نراه اليوم من انعكاسات سلبية على أرض الواقع ، فالجوع  وارتفاع الأسعار والشح في الموارد  والدواء ونقص في الوقود قد عصف بالجميع .

وبما أن العالم قد شهد حروباً مختلفة خلفت ٱثاراً مريعة على الاقتصاد كان لزاماً علينا أن نتوقع نتائج هذه الحرب التي بدأت بالاقتصاد ، وعلى الرغم من اختلاف أطراف النزاع والظروف ..والزمان والمكان فالشيئ الثابت دائماً والعامل المشترك هو أن هذه الحرب بداية انهيار دول وولادة دول اخرى.

وما هذه السيناريوهات التي نشهدها  اليوم إلا نسخاً مطورة عن الامس والنتيجة واحدة . خلق ادوات لتحقيق الأهداف المرسومة مسبقاً تحت دافع السيطرة والقوة والهيمنة .

 هذا يدفعنا لقراءة المشهد السياسي بشكل اوضح ، أننا اليوم أمام عمالقة للاقتصاد قادمون وعلى رأسهم جمهورية الصين الشعبية وروسيا والقوى الصاعدة التي تشهد نسباً عاليةً من النمو الاقتصادي كالهند وكوريا واليابان وماليزيا وسنغافورة وباكستان والبرازيل والتكتل الأهم وهو البريكس / Brics / .

ومن هنا علينا العلم أن هذه القوى قد تكون المنافس الأقوى على الساحة الدولية وعلى وجه الخصوص روسيا والصين ، فكان لابد من حرب تعيق تقدم وتفوق هذه القوى واحداث تضخم يطال الجميع حتى يبلغ اعلى مستوياته مما يشكل تداعيات متعددة الأبعاد .

 وما نراه اليوم أن  الأثر على النظام السياسي العالمي الأكثر وضوحاً حتى  الآن هو أن هذا النظام لم يعد أحادي القطب وان الدولار يمر بمرحلة قد تنذر بسقوط هيمنته ..وهذا ماستكشفه لنا الايام القادمة وتظهر حقيقة الأزمة التي يمر بها النظام العالمي بمرحلته الإنتقالية الجديدة ، حيث سنشهد تغيراً واضحاً للمشهد السياسي الغربي . ويبقى السؤال هنا :

هل سينقسم الغرب في مرحلة ما بعد الحرب الروسية الأوكرانية ؟

وهل ستبقى أوروبا تحت مظلة امريكا ؟

وهل ستنفع سياسة البنوك المركزية في رفع معدلات الفائدة للحد من ارتفاع الأسعار ؟

وهل هذه الأزمة ستفرض قيوداً على حركة حلف الناتو في شرق أوروبا ؟

وفق كل ماذكرنا علينا انتظار نتائج الحرب لتجيب على اسئلتنا وتوقعاتنا .