2015/12/18

الى متى السكوت عن استهتار "الاونروا"بأرواحنا وانسانيتنا!؟

كتب الإعلامي و الكاتب عثمان بدر   :

"الى متى السكوت عن استسهتار "الاونروا" بارواحنا وانسانيتنا....!!!؟؟

امام تصرفات "الاونروا" كمنظمة متهمة ب"الانسانية" وهي من هذه التهمة براء وقد وُجدت اصلا ل"اغاثة وتشغيل اللاجئيين الفلسطينيين" يقف المرء حائراً،متسائلاً :ما الذي تريده هذه "الوكالة الدولية" من شعبنا ولا سيما من ابناء مخيم نهرالبارد على وجه الخصوص..!!؟ وماذا تُخطط لنا..!!؟ و الى اي مدى سيستمر تعاطيها اللاانساني واللااخلاقي واللابشري واللامنطقي معنا..!!؟

بطء سلحفائي في اعادة الاعمار وبعد مرور اقل من تسع سنوات باشهر قليلة فلم ينجز سوى اقل من اربعين بالمائة من اعمار مخيم نهرالبارد،وربما يمضى ربع قرن أُخر ولم يتم انجازه بالكامل...

فساد بالجملة...رشى ومحسوبيات واموال تُهدر في غير مكانها الصحيح والسليم...ورواتب خيالية للموظفين "الاجانب" تفوق رواتب "رؤساء الوزراء" في بلدانهم... وامتيازات لكبار الموظفين..وسيارات "الاونروا" والياتها تجوب المناطق ليلاً ونهاراً ب"مشاوير" خاصة ونزهات عائلية لبعض موظفي "منظمة الفساد والافساد" هذه،فربما وكي لا نُسييء الظن يقوم هؤلاء بتعبئة "البنزين" على نفقتهم الخاصّة،او ربما هذه الاليات متطورة وتسير على "المياة المعدنية" او "مياه الامطار" او ربما "مياه المجارير"...واموال "تعويضات الفرش والاثاث" على ما تقول المعطيات "بح" و"سلامة تسلّمك يا عوض" ولا يعلم الا الله وحدة باي "بنك" وعلى "رصيد" ايٍ من الموظفين أُضيفت...

تقليص ممنهج للخدمات طال جميع المرافق بما فيها الطبابة والاستشفاء...بما يوحي بان المراد هو التضييق على ابناء نهرالبارد ربما لدفعهم دفعا نحو اليأس والقنوط والرضى والقبول بما هو معروض...

تجهيل متعمد لفلذات اكبادنا من الطلاب من خلال دمج الصفوف بحيث اصبح في الصف الواحد اكثر من خمسين طالباً...

مئات العائلات مهدّدة بالطرد من البيوت التي تستاجرها جرّاء عدم دفع بدل الايجار لمدة تفوق عن النصف عام،و"الاونروا" مصرّة على توزيع مبلغ "مائة دولار" فقط كبدل ايجار وللمرة الاخيرة...فاين يذهب هؤلاء وهم يعانون اصلاً من ضيق ذات اليد...!!!؟

اطفال "البركسات"وكبار السن فيها بغالبيتهم باتوا يعانون من امراض صدريّة ولا سيما من "الربو" و"الحساسيّة" نتيجة "نشش المياه" و"الرطوبة" و"العفونة" التي تعشعش داخل ما يمكن اعتبار"غرف" وهذا ناجم عن سوء تنفيد المشاريع وسوء البناء ونوعيّة البضائع الرديئة المستخدمة، اذ ان "المناقصات" تمت بطريقة "السمسرة" وعلى قاعدة "غمض عينك تاكل ملبن واجزم من خلال معرفتي اليقينية ان بعض العائلات تفتقر الى "الفرش" و"الاغطية" نتيجة الفقر الشديد الذي يعانون منه...!!"...

وهذا كله يهون،امام حياة الانسان...ولكن يبدو اننا في اعتبارات "الاونروا" وموظفوها لسنا من بني الانسان ولا نمت للبشرية بصلّة...

فضيحة جديدة تُضاف الى سلسلة الفضائح التي وصمت عمل "الاونروا" خلال عقود من الزمن لا بل يمكننا وصفها ب"الجريمة البشعة" التي تُضاف الى مسلسل الجرائم المنظمة التي تقترفها 
هذه "الوكالة" اللاانسانية واللاادمية بحق شعبنا،فالحاجة "حُسن نايف السعيد"_ام حسام_امرأة سبعينة تعاني من مرض "تليف الرئة"،ومعلوم ان المصاب بمثل هذا المرض يحتاج الى رعاية خاصّة والى مستشفى تخصصية، مؤخراً اشتد عليها المرض، فكان ان تم نقلها الى مستشفى "الهلال الاحمر الفلسطيني _صفد" في مخيم البداوي،وبعد تلقيها العلاجات قرّر الطبيب المعالج ان "الحاجة" تحتاج الى مستشفىً فيها "الات" و"ادوات العلاج" اذ ان "الهلال" يفتقر ويفتقد لها،فكان ان اجرى اهلها عشرات الاتصالات الهاتفية بالجهات المسؤولة والطبيب المختص في "الاونروا" من اجل تأمين "سرير" لها في مستشفىً تحوي على مستلزمات علاجها،فكان الجواب ان لا "اسرّة" فارغة في المستشفيات التي تتعاقد معها "الاونروا"،فقرّر اهلها علاجها على نفقتهم الخاصّة،فكان ان توجّه ابن شقيقها "الشيخ هيثم السعيد" الى احد المستشفيات المتعاقدة مع "الاونروا" لتامين "سرير" لها ليتفاجأ ان هناك "اسرّة فارغة"،غير ان قضاء الله وقدره نافذين اذ توفيت "الحاجة ام حسام" قبل ان يتم نقلها الى المستشفى المقصودة اذ ورد اتصال لابن شقيقها انها فارقت الحياة بينما كان يدفع اموال التامين للصندوقّ

صحيحٌ ان الاعمار بيد الله،وصحيحٌ ايضاً "انهم لا يستقدمون ساعة ولا يستاخرون" انه لا يمكن ان يحدث اي امر الا بمشيئة الله، ولكن الصحيح ايضاً ان الاستهتار بارواح الناس جريمة ينبغي ان يُحاسب عليها القانون بتهمة التسبب بالموت،مع الاشارة الى ان المرحومة "ام حسام" ليست الحالة الفريدة او الوحيدة التي تغادرنا بسبب "الاستهتار" بالارواح والانسانية فهناك عشرات الحالات منذ بدء ازمة مخيم نهرالبارد وبعضهم قد توفي على ابواب المستشفيات (لدينا بهم احصائيّة وسيتم نشر الاسماء الثلاثية في مقالة لاحقة)...
رحمك الله يا حاجة ام حسام،ونسأله عز وجل ان ينتقم لك ولغيرك من المظلومين...والحمدلله رب العالمين...!!!