العنوان : حرية الاقتراع وغياب الممارسة الديمقراطية الصحيحة
إن حرية الاقتراع هي الجزء الاهم من الحريات العامة ويقصد بها القدرة على التصرف بما لا يضير الاخرين فالحرية لا تبيح للافراد التصرف الفوضوي بداعي أنهم أحرار بل هي مقيدة بما يمنع اعتداء الافراد بعضهم على بعض واحترام الغير بعدم التعدي على حريته الشخصية . وحرية الاقتراع هي عنصر أساسي من مقومات الديمقراطية إذ إن ممارسة الديمقراطية تعني الانتخاب بحرية ووفق قناعة ذاتية دون أي عائق ماديا كان أم معنويا . إن الديمقراطية لا تبدأ وتنتهي بالانتخابات صحيح أن الناخب يختار ممثليه بما يعتقد أنه الصواب لكنه قبل أن يحدّد الصواب تكون الضغوطات قد غمرته بآراء معدة سلفا لا يستطيع منها فكاكاً . إن التهويل والرشوة والتزوير وغيرها هي عوامل تكبّل حرية الناخب وتجعله مقيدا بحدود حرية وهميّة فيصبح أسير المكاسب وليس طوع إرادته الحرة . إن طبيعة الانظمة في لبنان لم تشذ عن هذه المبادئ في نصوصها المكتوبة ولكن المشكلة تكمن في ترجمتها عمليا ما يطرح إشكالية عسيرة تستوجب حلولاً تركز على تغيير النفوس وتهيئتها للاصلاح المنشود ومنها مثلا إنشاء إعلام وطني ليؤدي رسالته بشكل كامل لناحية ممارسة الديمقراطية الاصلح الرامية إلى الخير العام .
