2016/08/10

لائحة العنف الزوجي جريمة جديدة ضحيتها ميمونة ابو العائلة من فنيدق


لبنان 
اعترف الزوج بعد القبض عليه بجريمته وسيحال ملفه
إلى قاضي التحقيق
جريمة جديدة أُضيفت إلى لائحة العنف الزوجي. وهذه المرة، جاء دور الشابة ميمونة أبو العائلة، ابنة العشرين ربيعاً (1996) من فنيدق في عكار، التي لقيت حتفها مساء الثلاثاء، على يد زوجها م. ط، في بلدة القليعات في محافظة جبل لبنان. 

وكانت ميمونة تعيش في السعودية مع والدها المتزوج من امرأتين، وهي ابنة الزوجة الثانية، ولديها 12 أخاً و8 أخوات، ثم عادت إلى لبنان منذ نحو السنتين، وتعرفت إلى زوجها، الذي أحبته، في فنيدق، وكان يعمل سائق تاكسي. واتفقا على أن تكمل تحصيلها الدراسي، فتسجلت في الجامعة اللبنانية– كلية الآداب، وتخصصت في قسم اللغة العربية وآدابها، قبل أن تتكلل "قصّة حبهما" بالزواج. 

الجريمة
تروي إحدى قريبات ميمونة، في حديثٍ إلى "المدن"، إن الزوج "قتلها بدمٍ بارد". فـ"حياتهما التي بانت في بداياتها سعيدة وهادئة، لم تستمر أكثر من 8 أشهر، وقُتلت قبل أن تحتفل مع زوجها بسنتهما الأولى". 

في ليلة الجريمة، دار شجار حاد بين الزوجين. وفيما كان هو يشرب "نرجيلته"، حملها وكسر الزجاجة على رأسها، بعد ركلات وضرب على وجهها وظهرها وعينيها، ثم مسك بقايا الزجاج المتناثر على الأرض، وحاول ذبحها، إلى أن غرقت الغرفة بالدم، وماتت ميمونة.

"لم يحرك الزوج ساكناً، وكل ما فكّر فيه هو الهروب". فبعدما انتهى من مهمته، وتأكد أن زوجته فارقت الحياة، اتصل بأخيها، وهو يعمل في القليعات أيضاً، وطلب منه الحضور فوراً إلى المنزل، من دون أن يذكر له السبب، بحجة أن شقيقته تريد الحديث معه، فترك الباب مشقوقاً، وهرب. كان المشهد مفجعاً وصادماً لأخيها. فأبلغ القوى الأمنية على الفور، واتصل بوالديها من أجل التحضر لاستقبالها في فنديق جثّةً هامدة، حيث دفنت، ظهر الأربعاء.

ليس هذا العنف الأول الذي تتعرض له ميمونة. فقبل شهر، كانت حاملاً في الشهر السادس، لكن الجنين مات في بطنها، بعد تعرضها للعنف المبرح من زوجها، الذي أقبل على مصالحتها لاحقاً لمدّةٍ لم تدم شهراً واحداً.

مأساة العائلة 
لم يكن وقع الخبر هيناً على عائلة ميمونة، التي تعيش في مأساة قاسية. ويقول الشيخ عمر أبو العائلة، وهو عمّ والد ميمونة، لـ"المدن"، إن وضع والديّ ميمونة حرجٌ وصعبٌ للغاية فـ"هما لا يصدقان ما أصاب ابنتهما". يضيف: "الجملة الوحيدة التي يرددها والد ميمونة، هي المطالبة بالإعدام لزوجها أمام الملأ. ونحن كعائلة لن نرضى بالأحكام التخفيفية أو السجن لبضع سنوات، حتّى يكون عبرة لغيره". 

وفيما يتحجج الزوج بأن زوجته تخونه، يقول مصدر أمني لـ"المدن"، إن "الزوج بعد القبض عليه اعترف بجريمته ولم ينكرها. وسيُحال ملفه إلى قاضي التحقيق، على أن يصدر حكم بحقّه بعد محاكمته". 

استمرار لقضايا أخرى
وتعتبر مايا العمار، منسقة التواصل في منظمة "كفى عنف واستغلال"، أن عدم وجود شرعة تصدر أحكاماً قاسية بحق الذين يتعرضون لزواجتهم، هو سبب تفاقم عدد الزوجات الضحايا، اللواتي لا ينصفهن القضاء حتّى بعد موتهن. وما صدر من حكم تخفيفي إلى 5 سنوات، بحق زوج منال العاصي، هو أكبر مثال، ولاسيما أن المادة 252 من قانون العقوبات تراعي الرجل في "ثورة الغضب".

تتابع: "نأسف لأنّ هذه الحوادث تزداد يوماً بعد آخر. وبخصوص ميمونة، اتصلنا بقوى الأمن الداخلي، وعممننا على الإعلام، استعدادنا لمساندة أهلها في أيّ تحركٍ مطلبي واحتجاجي وقضائي يريدون القيام به. ونحن سنكون إلى جانبهم في كلّ خطوة، لكننا ننتظر انتهاء مراسم الدفن، كي نستطيع التواصل معهم، على أمل انصافها".
مدير عام  
الشبكة العربية رئيس التحرير
الاعلامي محمد الحاج ديب 

Www.arabicnetwork.net