2016/08/07

"فتاة حولها مدير ثانويتها الى شيطان "ولكم التفاصيل ...

"فتاة بعمر 18 سنة " حوّلها مدير ثانويتها الى
شيطان، لمجرد قولها انها جربت مرة 
المخدرات، فكانت النتيجة كارثية،
 تشويه سمعتها امام الزملاء، بتعليق
 ورقة على حائط المدرسة باجراء الطرد
 الذي اتخذه بحقها من دون عرضها 
على لجنة أطباء. تدخل وزارة
 التربية لم يمنعه من تنفيذ حكمه عليها 
الذي خففه بالسماح لها بتقديم 
الامتحانات النهائية، مع معاملتها حينها 
كمجرمة. في "سجن انفرادي" قدمت 
المسابقات، مع منع اي انسان من 
الاقتراب منها ومحادثتها ورغم
 ذلك نجحت في تخطي الصعاب.
حكم بالاعدام
"كان خطأ الفتاة براءتها، حين صرحت امام معلمة الدين في ثانوية جورج صراف اثناء شرحها درس عن آفة المخدرات انها سبقت وجربت التعاطي مرة وتوقفت عن ذلك، فسارعت المعلمة وابلغت المدير، الذي بدلا من سلوكه الطريق الصحيح بنقاش القضية مع  اهلها رفع كتابا الى وزارة التربية التي تركت له الحق بانزال حكمه عليها" بحسب ما قاله احد الاداريين في الثانوية لـ"النهار".
واضاف "المدير ضغط على الفتاة للاعتراف الخطي بما قالته، كما تسلح بتقرير من ثانوية الحدادين التي درست فيها الفتاة قبل ان تنتقل الى ثانوية جورج صراف، يشير الى انه سبق وجرّبت المخدرات، عرض مستنداته امام الوزارة وانزل حكم الاعدام عليها من دون ان يكلف واياهم عناء عرضها على مختصين والتأكد من براءتها التي نثق بها والدليل انها نجحت في الامتحانات"، ولفت" سبق واتهم تلميذة بالدعاره من خلال تصوير نفسها وبيع الصور لزملائها وكانت النتيجة ان قضى على مستقبلها وكاد يقضي على حياتها بعد ان حاولت الانتحار".
تدبير وقائي!
" قرار المدير ليس مبني على معطيات بل على خبرية تداولت من ثانوية الحدادين" بحسب رئيس الدائرة التربوية في الشمال، عبد الباسط عباس الذي اضاف" الفتاة كانت في ثانوية الحدادين قبل ان تنتقل الى ثانوية جورج صراف لتنتقل معها احاديث عن بعض الاخلال بالاداب التربوية، لم تثبت التحقيق ذلك، لكن بعد تناقل هذا الكلام وكي لا يؤثر على سير العمل في الثانوية، اراد المدير ابعادها عن الثانوية مع السماح لها بتقديم امتحانات نهاية السنة لصف البكالوريا، لم نكن راضين عن القرار، لكن ادارة المدرسة ذهبت الى هذا الخيار".
"لم يجر للفتاة فحوصات، بل ما اتخذ بحقها تدبير احتياطي وقائي"، ولفت عباس لـ"النهار" " التقيت اهلها عدة مرات وضعتهم في اجواء ما يدور، وطلبت منهم فيما اذا كانت الاخبار صحيحة ضرورة سلوكهم طريق المعالجة وعدم التعرض للفتاة، لم يتقبلوا الامر، دافعوا  عنها دفاعا مستميتا، وكوننا لا نريد اشكالات على مستوى الاهل وادارة المدارس، بل حفظ اداراتنا وحق الطلاب، نتابع الوضع ونسعى لاعادة ادخالها الى الثانوية فلن نسمح بحرمانها من الدراسة" وختم" نتواصل مع الجمعيات التي تهتم بقضايا تعاطي المخدرات وننتظر ما سنصل اليه في سياق متابعتنا لهذه الحالات، وفي النهاية ادعي كل الجمعيات المدنية والاهلية التي تهتم بمتابعة هذا الجيل الى تنشيط حركتها مع مساعدتنا لها في اكثر من مجال، لانقاذ الطلاب من اية حالة مرضية سلوكية يتعرضون لها سواء كانت سلوكيات اخلاقية او ادمان او سلوكيات تتنافى مع واقع النظام التربوي العام".
المدمن ليس مجرماً!
رئيس جمعية الشباب اللبناني للتنمية و الهيئة الوطنية لمكافحة المخدرات محمد مصطفى عثمان الذي يتابع ملف الفتاة أكد لـ"النهار" أن" المدمن مريض يحتاج الى علاج وليس مجرماً، حتى المتعاطي اذا حوكم واعلن عن رغبته في المعالجة لا يتم توقيفه ويحول بالقانون الى مركز معالجة وليس الى السجن، وما فعله المدير امر خطير، شهوه سمعة الفتاة من دون اثبات، ومما اتهمها به امام بعض الاشخاص انها قامت باعطاء صديقتها المخدرات وتصويرها وتهديدها انها تمارس الجنس مع شاب، وكل الكلام لا اساس له من الصحة. وحتى لو افترضنا انها تعاطت المخدرات فهي مريضة تحتاج الى علاج".
واضاف" التقيت برئيس الدائرة التربوية في الشمال تباحثنا في القضية وننتظر لقاء ثان للوصول الى حلول، لاسيما وانهم اخذوا القرار من دون اجراء فحوصات مخبرية لها لمعرفة ان كانت مدمنة ام لا" ولماذا التأخر عن حل الأمر" لم نتأخر اطلعت على الامر قبل شهر رمضان ومنذ ذلك الوقت اعمل جاهداً لاعادة حق الفتاة التي طعنت في سمعتها باجراء تعسفي لا يستند على دليل"!
اهل الفتاة قدموا كتاباً الى وزارة التربية، من دون الوصول الى نتيجة، ليبقى مستقبل ابنتهم في مهب قرارات عشوائية قد تقتلع جذور ما زرعوه !

المصدر جريدة النهار