2017/07/27

منير بركات : تاريخ عرسال مشرف... المهم توحيد الصفوف لمواجهة المخاطر

منير بركات: تاريخ عرسال مشرف... المهم توحيد الصفوف لمواجهة المخاطر

تاريخ عرسال المشرف، واهمية فصلها عن الارهاب ...
                    منير بركات 

لا شك بأن توفر الاجماع لدى الشعب اللبناني
  بمواجهة الارهاب وبمختلف  اشكاله يعتبر اساسي في تصليب الموقف، بالرغم من الخلاف حول تعريف الارهاب على المستوى الداخلي والاقليمي والدولي . 

الا ان تحسس المواطن اللبناني  من كيفية التوظيف السياسي والجغرافي في  محصلة الانتصار على الارهاب يتطلب المزيد  من التمسك بمشروع الدولة ومؤوسساتها الامنية والعسكرية واهمية الالتفاف  حول الجيش اللبناني . 

ولكن الاهم هو توحيد الصفوف لمواجهة المخاطر المترتبة عن المعركة في عرسال ونتائجها، وكيفية استمرار العملية العسكرية في وجه جبهة النصرة، ولاحقا في مواجهة داعش في نفس المنطقة ،ووضع المخيمات المنتشرة والتي تتجاوز المئة ويعتبر جزء منها حاضنة لهذه القوى ومنها خارج سيطرة الجيش اللبناني وخارج بلدة عرسال المطوقة    من الجيش حماية لها من جميع المسلحين المتواجدين  ،لا شك بأن المعركة سوف تكون  طويلة ولن تنتهي بانتهاء جبهة  النصرة في جرود عرسال  .
 
بينما الاهم تحريك الذاكرة حول  أهمية بلدة عرسال وتاريخها الوطني والعربي هذه البلدة المناضلةالمقاومة المظلومة بسبب تثبتها بأنتمائها الوطني و العروبي ، واجهت حملة ظالمة استخدمت فيها الدبابات والطائرات كان ذلك عام ١٩٥٨ من قبل حلف بغداد المشؤوم الذي قام بقصف البلدة وحقولها و صمدت عرسال ،وقاومت ،  وبدعم من  الرئيس عبد الناصر  وانتصرت عرسال.

هذا الموقف ترك حالة من الحقد والكراهية لهذه البلدة  المناضلة بسبب ثباتها و مواقفها المشرفة ، ولم تنجو من اتهامها بأنها تأوي الارهاب وهي التي دفعت الثمن الأكبر من شتى انواع الارهاب . 

- عام ١٩٦٤ كان عام انتخابات مجالس بلدية ،دخلت الى عرسال الأجهزة الامنية وأشعلت فتنة داخلية فيها ادت الى مقتل اربعة اشخاص وأضطر اخرون الى النزوح الى بلدات بقاعية مثل بلدتي قب الياس والمرج وما زالوا فيها حتى الآن .

- سنة ١٩٧٥مهدت اجهزة المخابرات الأرضية  الخصبة  ،وخلق الحجج لاندلاع حرب اهلية ،وظروف مؤاتية تمهد لأجتياح شامل بحجة ايقاف الاقتتال ممن افتعله، وجرى  دخول الجيش السوري بلواء مدرع كامل تحت مبرر قمع المسلحين نتيجة تقارير كاذبة كانت تفبرك للقيادة السورية بهدف اذلال البلدة مما ادى  الى تدمير  بعض المنازل  فيها وقامت بحملة اعتقالات ومطاردات والخ من اساليب القمع والقهر والتعديات المختلفة .

واصبح العرسالي هدف ابتزاز على الحواجز السورية  في كل الاراضي اللبنانية.

- سنة ١٩٨٢ا ابان الاحتلال الاسرائيلي انخرط الشباب العرسالي في جبهة  المقاومة الوطنية اللبنانية ضد الاحتلال الاسرائيلي للدفاع عن ارض الوطن وتحريره  من رجس الاحتلال الاسرائيلي وسقط العديد من الشهداء بدء من بيروت مرورا بشبعا  وصولا الى جبل الشيخ ، ومن موقع يساري وطني ملتزم والتي اعطى عرسال وجهها الحقيقي .

سنة ٢٠٠٦  ابان العدوان  الاسرائيلي على لبنان وبعد تدمير  البنية التحتيه فيه انتفض اهالي عرسال وشبابه دعما ونصرة  للجيش  والمقاومة في حينه ، وذلك بتأمين مادة المازوت للآليات والمستشفيات والطرقات شاهدة على ذلك ، وكانوا  يتزودون بها من الداخل السوري وصولا الى مستشفيات صيدا وكافة مواقع الجيش اللبناني .

الا انه نتيجة دس بعض الاعلام اللبناني تم تخوين  ابناء عرسال وخاصة في الداخل السوري فأصبح العرسالي غير مرغوب فيه بسوريا وكان مرفوضا اذا اضطر ان يبيت ليلته فيها  .

- سنة ٢٠١١ عندما فتحت معركة حماية المقدسات الشيعية في سوريا احتضن اهالي عرسال هجرة البعض من  الاهالي خاصة من القلمون ومنهم من  تم  اسكانهم  في البيوت وبعضهم في الخيم ،طبيعة اهالي عرسال الانسانية لا ترفض مساعدة من يتعرض لمصيبة ورغم ذلك شرعوا شيطنة اهالي عرسال واتهمت في الارهاب وحماية الارهاب .

عرسال وموقفها العلني والتي بلغته للمعنيين  كان وما يزال واضحا بأنها ترفض رفض قاطع  اي شخص يحمل سلاح  غير شرعي ضمن الاراضي اللبنانية واليوم ترفض كل المسلحين على ارض عرسال كائن من يكون ورهانها الوحيد على الجيش اللبناني وحمايته .

علينا جميعا ان تكون عيوننا على عرسال و ان نفصل بينها وبين الارهاب الذي يعتبر اهم عوامل الحسم ضد الارهاب، وان لا تكون ضحية من جديد  ويمارس عليها التأديب والاخضاع لانه  يعتبر الانتصار على الارهاب هو انتصار لعرسال والوطن .


 /رئيس الحركة اليسارية اللبنانية 

٢٢/ تموز ٢٠١٧