2018/11/19

الشيخ سليمان الاسعد : الهوية العربية لغة وثقافة ... موجودة بمواقع جغرافية ...انتماء وارتباط ...





الهويّة الثقافية العربية كلغة وثقافة، كانت موجودة قبل وجود الدعوة الإسلامية لكنّها كانت محصورة بالقبائل العربية وبمواقع جغرافية محدّدة.. بينما العروبة 
كهويّة انتماء حضاري ثقافي، 
بدأت مع ظهور الإسلام ومع ارتباط اللغة العربية 
بالقرآن الكريم وبنشر الدعوة بواسطة 
روّادٍ عرب
أمّا العروبة الحضارية فهي الثقافة العربية ذات المضمون الحضاري الذي أخرج الثقافة العربية من الدائرتين: العرقية والجغرافية، إلى الأفق الحضاري الواسع 
الذي اشترك في صيانته ونشره مسيحيون 
عرب ومسلمون من غير العرب، وبالتالي خرجت الهويّة الثقافية العربية، بفعل الدعوة الإسلامية 
من الارتباط بالعنصر القبلي أو الإثني ومن محدودية البقعة الجغرافية شبه الجزيرة العربية إلى دائرة
 تتّسع في تعريفها لـ”العربي لتشمل كل من 
يندمج في الثقافة العربية بغضّ النظر عن أصوله العرقية أو الدينية أو الإثنية.
وفي ظلّ هذا التعريف، ينضوي معظم 
من هم عربٌ الآن ولم يأتوا من أصول عربية من حيث الدم 
أو العرق. فقد تفاعلت الأقليات الإثنية الإسلامية والمسيحية طيلة أكثر من 14 قرناً مع الثقافة العربية باعتبارها ثقافة حاضنة لتعدّدية الأديان والأعراق، ولا تتناقض مع أصول هذه الأقليات الإثنية، 
كما هو الأمر أيضاً على صعيد الأقليات الدينية في المنطقة العربية التي اعتبرت نفسها كجزء من الحضارة الإسلامية رغم الاختلاف الديني القائم