2020/06/01

خديجة اليزيدي : حذار ان يأخذ فيروس كورونا نفس منحى اندثار فيروس الإنفلونزا الاسبانية...




حذار ان يأخذ فيروس كورونا نفس منحى اندثار فيروس الإنفلونزا الاسبانية...
من أجل إنقاذ الاقتصاد العالمي، والذي بدأ يتهاوى نحو الإنهيار،تلجأ العديد من الحكومات إلى نتيجة الحاجة الحتمية إلى إعادة تنشيط الحركة الاقتصادية، و بذلك تلقي المسؤولية على الشعوب..أي على الافراد...
     رفع الحجر إذن ليس معناه أن تعود الحياة كما كانت من قبل، ليس معناه ان نعود لمخالطة الآخرين و الأقارب و الاخوان رغم الأشتياق إليهم، و ليس كذلك معناه ان نعود لتك المناسبات و الأفراح و إقامة الاعراس و الولائم التي تفرض علينا اللمة و السلام و الإختلاط،فاالفيروس لازال يقظا.
     ستعود الأغلبية إلى العمل، إدارات و مؤسسات و محلات تجارية و العديد من الناس مضطرين للخروج حسب الضرورة، لذلك لابد أن يحمي كل فرد منا نفسه و عائلته و ذويه و أن يلتزم بالحجر الصحي أو بالأحرى بالعزل الصحي و تدابير الوقاية، ومن لم يلتزم بذلك فمصيره معلوم، سيصاب بالعدوى و يصيب غيره،و ستقوم دولته بالقيام بتوفير العناية الطبية اللازمة من سرير في مستشفى و أدوية وأطباء يتابعون حالته، فمن كانت مناعته قادرة على مقاومة الوباء كان من الناجين، و من كانت مناعته ضعيفة، لا الدولة ولا الأطباء يستطيعون رد القدر المحتوم، و سيضاف إسمه الى لائحة الوفيات...

       لابد ان نعاود النظر في تاريخ الأوبئة التي مرت بها البشرية و نستوعب منها الدروس...
لنعد مثلا الى عام 1918، عندما ضربت الإنفلونزا الإسبانية أو ما عرفت به الوافدة الإسباليونية، كانت جائحة قاتلة بكل المقاييس، آنتشرت في أعقاب الحرب العالمية الأولى في أوربا و العالم و خلفت ملايين القتلى و قد تسبب بهذه الجائحة نوع خبيث و مدمر من فيروس انلفونزا (أ) من نوع انفلونزا H1N1.
      و قد تميز الفيروس بسرعة العدوى حيث تقدر الإحصائيات أن حوالي 500مليون شخص أصيبوا بالعدوى وما بين 50 إلى 100 مليون شخصا توفوا جراء الإصابة بالمرض، و كانت الغالبية العظمى من ضحايا هذا الوباء من البالغين و اليافعين الأصحاء،  وقد تجاوزت ضحاياه عدد ما خلفته الحرب العالمية الاولى.

كيف صار ذلك...؟؟؟
     شعر الناس بالضجر و القلق من إكراهات الحجر الصحي و التباعد العائلي و الإجتماعي، و مع تراجع عدد الإصابات بالأنفلونزا الإسبانية، لجأت أغلب الحكومات إلى رفع الحجر لأول مرة وخرج الناس إلى الشوارع فرحا و آختلطوا و عبروا عن سعادتهم  لهدوء الأوضاع، و ماكان ذلك سوى الهدوء الذي يسبق العاصفة و بعدها ظهرت من جديد سلالة أخرى متحولة من فيروس الأنفلونزا الإسبانية و كانت أخطر من تلك التي عرفها الجميع خلال الموجة الأولى، و تلك هي الموجة الثانية...
    
     دعوة عامة الى كل سكان الكرة الأرضية، أن نلتزم بالحيطة والحذر وأن لا نساهم في تكرار التاريخ لأن الوباء كوفيد-19 لم يمت بعد و لم يختفي رغم التراجع في الإصابات الذي تعرفه بعض الدول و لنكن نحن الأفراد،من ننقذ الشعوب و البشرية.
ولنتذكر الآية الكريمة،منها:"أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا"
الآية 32 من سورة المائدة...

     دعوة خاصة إلى أبناء وطني المغرب الحبيب،داخله أو خارجه.
الوطن في حاجتنا كما نحن بحاجته، لنتحد ضد كورونا و ليصمد كل منا أمام ضراوته، و نحمي أنفسنا و أبناءنا و أهالينا و بذلك نحمي الوطن، ونحمي كل العالم.
و لنرفع شعارنا المعهود:
   الله....الوطن ....الملك🇲🇦