الشاعرة المهاجرة سعاد زكي بصمجي.
* سِرُّ القَريضِ *
علَّمني حَبِيبِي
مُنذٌ أمدٍ بعيدْ
كيفَ اغرسٌ كلماتَ حُبٍّ
فِي كٌلِ قَلبٍّ
علمَني العشقَ
علمَني الصدقَ
علَّمني نَظْمَ القرِيضِ
فأَدْمَنْتُ القَصِيدَهْ
انْثُرُهَا فِي ارْضٍ بعٍيدَهْ
تسْكنُنِي واسْكٌنٌهَا
أُدْمِنٌهَا ...
أُرددِّهَا فِي كُلِّ الدٌّرُوبْ
قَصٍيدَتي هِيَ المَنْفَى
اليها المَلجَأٌُ وَالهُرُوبْ
بالقصَيدَةِ أعلنٌ الحُرٌوبْ
أُنصِفُ العَاشِقَ المَجْرُوحْ
أُوَاسِي تلكَ الرُّوحْ
رُوحَ مُتَيَّمٍ أَضْناهٌ الغَرَامْ
وَانزَوَى ليَعيشَ فِي سلامْ
رَضِيَ بِقدَرِهِ المَحتُومْ
يتَجَرعُ السًّمٌومْ
فِي خَلْوَةِ الهُمٌومْ
أَرهَقَهُ البعْدُ والفِرَاقْ ٌ
معاناةُُ لا تُطاق ٌْ...
غمزاتٌ تَشَفِّي الرِّفَاقْ
ضَحَكاتٌ الزَّيْفِ والنِّفَاقْ
ذاتَ مسَاءٍْ
نَفَدَ الصَّبْرُ
وَقُضِيً الأمرُ
جاءَنِي مُكبَّلَ اليدَيَنْ
شَحُوبُُ وفؤَادٌهُ حَزِينْ
يشْكِي الوَحْشَةَ والحِرْمَانْ
يَطْلٌبٌ الصَّفحَ والغٌفْرانْ
جَاءَ يقْرأٌُ فِي ثنَايَا وجْهِي عَنْ خيطٍ رَفيعْ
يبْحثُ فِي ذِكريَاتٍ قدِيمَهْ هلْ مِنْ شَفيعْ
وَباحَ بَوْحَ العاشِقِينْ
وانتَحَبً كَالمَجانِينْ
نظَمَ فِي مُحَيَّايَ الشِّعْرَ
وكَتبَ فِي خُلٌقِي النَثْرَ
اهْدَانِي الوَرْدَ والزَّهَرَ
اهْدَانِي القلمَ وَالعِطْرَ
تعَهدَ أَنْ يزُورنِي كُلَّ ليْلةٍ
فِي أحْلاَمِي ...
وَيسْقِي بَراعمَ غرَامِي
سَيُدَاعِبُ خِصْلَةَ شَعَرِي كُلَّ مسَاءْ
واخْتصَرُني فِي حَاءٍ وَبَاءْ
سَيَرْسُمنِي على رمَالِ الشَّواطِىءِْ
سيَبحَثُ عنِّي في كٌلِّ الحَدَائِقِْ
يسألُ عني كل العابرينْ
الحيَارَى والتائهينْ
فانا انثاه الوحيده
انا اجمل قصيده
ضربتُ له وعداً
حملتُ له ورداً
وقصيدةً وشهداً
فِي مَكَانٍ بعيدْ ...
هُنٌاكَ بعِيداً انتظَرْتُهٌ
تَرَدَّدَ قلْبِِي فاقْنَعْتُهٌ
بَيْنً كَفَيَّ حَمَلتُهُ
سَامحْتُهُ ...
ضًمَمْتٌهُ إِلى صَدْرِي
كَانَ اغرَّ بَدْرِي
فالقمرٌ يغيبُ ويعٌودْ
وَالبَدْرٌ سِرُّ الوجُودْ
استَعدْنَا ذكرياتً جَميلَهْ
موشُومَةً وَقَلِيلَهْ
كانتْ بِعُمْرِ لَيْلهْ
ليلةٌٌ ليسَتْ كالليالِي
الناسٌ حَولنَا
نمشي لا نبَالِي
ليلة العشق والجَمَالِْ
امتزج فيه الواقع بالخيالِْ
نتَجَاءبٌ دٌونَ انْقِطَاعْ
حَديثُهُ لَحْنٌٌ وإِيقَاعْ
آدََنَ الغُروبُ بِالفِرَاقْ
زاد الاشيَّاق ْ
وكأَنِّي بِحُبَّنَا وَليدْ
فَإِلىَ غَذٍ جديدْ .
