2020/10/05

الأكادمية سلمى النعيمي تبحر بنا بدراسة نقدية في عمق قصيدة حروفي لسعادة مدير الشبكة العربية العالمية للاعلام في المغرب الاعلامي والشاعر عزيز منتصر ..

 



ركن في ذاكرة فنان ،يعود بدراسة نقدية#البنية الجمالية في نص حروف الكلمة للمبدع عزيز منتصر.


*فقرة من الدراسة النقدية. 

ركن في ذاكرة فنان


البِنْيَةُ الجَماليَةُ فِي نَص "حُرُوفُ كَلِمَةْ"،للمبدع عزيز منتصر.


بقلم:الأديبة والمفكرة الجزائرية سلمى النعيمي


ويعود ركن قراءة في ذاكرة فنان بشخصية ذات نكهة أمازيغية عربية تنحدر من المغرب الشقيق،إنّه الأديب المغربي"عزيز منتصر" شاعر ومترجم لعدة لغات،ورئيس المنتدى الدولي الإنساني بالمملكة المغربية.... جريدة المنعطف المغربية. 🇩🇿🇲🇦❤️🌹

يقول المبدع في "حروف كلمة ":


ألسنة مدفونة!

في أفواه أجساد،

صنعتها الثلوج...

تعيش في خيام من الجليد،

في عصر ممطر،

فصوله عواصف،

الرّعود ترعبها،

والبرق يعميها،

عيونها لا ترى إلّا السواد،

في وضح الأنوار،

طريقها معبد بالوحل،

حقائب أصواتها،

في جيوب الأودية،

والآبار.

تعانق الحصى والأحجار،

جريمتها،

حقها في الدفء،

في شمس الزّمن،

في ملح الحياة،

في العالم، 

المشغول بغده،

المشغول عني وعنها.


*في فنون الأدب العربي يصنف هذا النوع من النصوص الأدبية "بالخاطرة" أو النثر الرفيع،لأنها لا تخضع للوزن والإيقاع والتفعيلة،لهذا لا يمكن تصنيفها بقصيدة،لكن في الأدب الفرنسي أو الإنجليزي تصنف بالقصيدة لأن القصائد الأوروبية لا تخضع للأوزان ، والتفعيلات كاللّغة العربية ...

لقد عمد المبدع "عزيز منتصر" إلى التجرد من نظام الإيقاع ليصل إلى النثر الرفيع أو مايطلق عليه بالقصيدة النثرية،إذ تجرد من  تفعيلات البحور والوزن والقافية حتى يتفرّد بأدب من لونه،فقد غلب على نصوصه النثرية جمالية التركيب،والخلو من الأخطاء النحوية التّي نواجهها جميعنا وفقاً لمقتضى الحال ولأن الكاتب يكتب بذهنية فقلّما يستطرد اخطاؤه اللغوية بالمجمل وهذا ما لا يعرفه الكثير من الأدباء ان الكاتب يكتب بذهنية،ولعل القيمة الفنيّة للنصوص النثرية تتفاوت؛ إذ إنّ مفهوم الفنية نسبّي،يأخذ كلّ نصّ منه بمقدار، لذا فإنّ الأحكام أمْيل إلى التغليب والتعميم، بحسب التيّار السائد،أو الاتجاه العام،وأسلوبه يختلف بحسب الموضوع ففي قوله:

ألسنة مدفونة!

في أفواه أجساد،

صنعتها الثلوج...


01/ هنا استعارة : فالثلوج لا تصنع الألسنة ولا تملك القدرة على خلق الأشياء فهي جماد،ومخلوق في الوقت نفسه،هنا استعار شيء محسوس بمحسوس،إذ ربط بين صفة الخلق المعنوية المحسوسة بالبرد المحسوس لخلق أشياء خالية من الوجدانية كالشخص القاسي،مع أن الله يخلقنا صفحات بيضاء، ونحن من ندس هذه الصفحات النقية،كما تعتبر كناية أيضا :كناية على القسوة ،والجفاء.....وخلو العالم من الرّحمة،ولأن كل استعارة كناية انتقل المبدع من المعنى الحقيقي إلى المعنى المجازي في الفقرة السابقة،أما الفقرة الثانية من قوله:

تعيش في خيام من الجليد،

في عصر ممطر،

فصوله عواصف،

الرّعود ترعبها،

والبرق يعميها،

عيونها لا ترى إلّا السواد،في وضح الأنوار.

02/ هنا وجه رسالة إلى المُرْسَل أو المُطْلَق،إذ  عمد إلى أسلوب المحاكاة في الدلالة الموضوعية وهذا جلي في قوله: "تعيش في خيام من الجليد"،قصد إرادة تأكيد المعنى المراد إيصاله وهو ،من شدة القسوة اختاروا لأرواحهم الشريرة مكانا يخلو من الدفء والحنان،وهنا الدفء،وهنا الدفء لا يراد به المدفأة"...بل الرّحمة والأمان،والسكينة.

كما اعتمد المبدع "عزيز منتصر"على أسلوب مجاراة السَّجيّة،"وهو الذِّي يُطلق فيه الكلام إطلاقاً، ولا يقطع أجزاء؛ بل يُرسل إرسالاً، من غير تقييد بقافية ولا غيرها"،وهذا ما جعله يتميز بمتانة الأسلوب السّهل الممتنع،وتقوم قصيدته على متانة السّبك،وقوّة التراكيب،وإجلال المعنى، والتعبير السّهل، الذي تطول فيه الجملة بطول الفواصل الفكرية، وتقصر بقصرها رغم أنها لم تعتمد على ألفاظ معقدة ،ولم يعتمد الشاعر فيها على الصنعة اللّفظية ،وزَخرفة الجملة.

كما يمتاز أيضاً "عزيز منتصر" في قصائده بوضوح النّزعة العقلية،والعناية بالتفصيل والشرح وتبيان دقائق المعاني،وسعة الأفق في إعمال التفكير،وهذا في قوله:

طريقها معبد بالوحل،

حقائب أصواتها،

في جيوب الأودية،

والآبار.

03/ هنا ينكل بوصفه لتلك الأرواح النيباءُ ،و الميتة ،و الجامدة،رغم مخاطبات الترسل السّلطانية؛ إذ أطلق كلامه وأرسل معناه وهو  من غير تسجيع أي "الخلو من استعمال السجع"،كقوله:

في شّمس الزّمن،

في ملح الحياة،

في العالم،

المشغول بغده،

المشغول عني وعنها.

*يلاحظ جيدا أنه متأثر بعلوم البيان "الكناية ،والاستعارة"،وهذا يضفي في النصوص الأدبية قوة أكثر من الاعتماد على علوم البديع والزخرفة اللفظية...لهذا فنصه في متناول الجميع،يفهمه عامة النّاس،وهي قصيدة ترجمت إلى الإيطالية أيضا على يد Mario rigli.

Today, my article is in the reading section of an artist's memory about a Moroccan creative humaAziz Mountassir Aziz Mountassirassirassir